fbpx

الإرهاب "بزنس"

ما من رأسمال يساوي الإرهاب، في تداعياته واستثماراته.. ومن استثماراته الصريحة، يوم أطلق النظام السوري معتقليه من الفصائل الإسلامية المتطرفة، ليتحوّلوا إلى قيادات ليس أبرزها من تخرّج من جيش الإسلام وقد أدّى إلى تدمير الغوطة وترحيل سكّانها، فيما لم يزل مصير الشخصيات السلمية مجهولاً، وهم أطباء ومحامون وناشطو حقوق انسان. واليوم، وبعد عقد على انطلاق ثورات الربيع العربي، ما الذي حدث؟ لقد باتت أوروبا مهددة بالفصائل الإسلامية والتطرف الإسلامي، ولم تكن تهديدات رجب الطيب أردوغان للأوربيين أقل صراحة من القول: خذوهم.. أنا أو دمار بلادكم. وبلا أدنى شك، فالعديد من الحكومات الأوربية، ومن بينها الحكومة الألمانية، يحسبون ألف حساب لاحتمال تفجير بلدانهم، هذا إذا ماذهبت حكوماتهم للضغط على حكومة أردوغان، أقلّه في مسألة حقوق الانسان في تركيا بما ترتب على نظام أردوغان من استحقاقات أبسطها السماح لجمعيات حقوق الانسان بالتحقيق في الانتهاكات التي تمارسها الحكومة التركية سواء على مواطنيها من الأتراك المعارضين، أو على الأكراد على الوجه الأعم، فمسألة تصدير الإرهاب بالنسبة للأوربيين تضع دولهم أمام واحد من خيارين: إما تجاوز القوانين المتعلقة بحقوق الإنسان، والتي وصلت إليها مجموعة الدول الأوربية بعد حربين عالميتين وملايين الضحايا، وترحيل المشتبه فيهم من الشخصيات والفصائل الارهابية. وإما العمل بالقوانين الأوروبية، وبالتالي منح الإرهاب فرصته في اجتياح محطات القطارات والأنفاق وتفجير المدارس والأحياء، وبالنتيجة إقلاق الحياة الأوروبية التي تقوم على التنمية واحترام قيم العمل وحقوق الإنسان. بالنتيجة، بات الأوروبيون أمام خيارين، أحلاهما مرّ، تلك هي النتيجة الأولى، أما النتيجة الأكثر خطورة فهي: انتعاش اليمين الأوروبي، وظهور حركات راديكالية ليس في أوروبا وحدها، بل في الغرب على وجه العموم، تحت وطأة (الإسلاموفوبيا)، وكانت تعبيراته قد تجلّت في نيوزيلندا، حيث أقدم متطرف يميني على تفجير مسجد وقتل مصلين. هو العنف، والعنف المضاد، والارهاب، والارهاب المضاد. وهاهي الجمعيات (الخيرية) التركية، والقطرية، تنتعش يوماً بعد يوم في أوروبا، محمّلة بفقه القتل، والعنصرية، وتكفير الغرب، والحيلولة دون اندماج المسلمين بالمجتمعات الأوروبية المضيفة، وكلما ارتفعت وتيرة الارهاب، ارتفعت مكانة رعاة التطرف في البارزار. أوربا الحائرة بين خيارين: تخطي ما ناضلت من أجله عقوداً وسنوات، ونعني حقوق الانسان. أو تدمير مجتمعاتها من الداخل، وتحويل المواطن الأوربي إلى كائن مرعوب. هو ذا بزنس الإرهاب. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى