استمع أيها السوري
وكأن السفير الأمريكي السابق في دمشق روبيرت فورد يذكر السوريين بما يعرفون، غير أنه قبل أن يذكّرهم يقدّم شكرًا لايخلو من السخرية ويوجهه الى السيد بيدرسون وقد أصبح السيد بيدرسون اليوم والي سوريا بسلطتها ومعارضتها، بل وراسم مستقبلها أقله بفعاليته التي لايشق له فيها غبار وهو يرسم دستورًا للسوريين، وهاهو يذكر بالتالي:
ـ اولاً: بوسع الامريكان والمجتمع الدولي الزعم بأن هنالك عملية سياسية تجري في سوريا اليوم.
ـ ثانيًا: يذكرهم بأنه لابد من الفصل بين الخيال والواقع، أما الواقع فيقول أن اعلان 23 سبتمبر لايغير من حقائق أساسية في سوريا، وهذه الحقائق أولها وأهمها أنه لا سيادة للقانون في سوريا. فقوات الأمن، ولا سيما أجهزة المخابرات الأربعة – المخابرات الجوية، والعسكرية، والعامة والأمن السياسي – تسيطر على البلاد لصالح الرئيس الأسد فقط، والجميع هناك يتجاهل الدستور. على سبيل المثال، على الرغم من أن المادة 22 من الدستور الحالي تعد بأن تحمي الدولة صحة المواطنين وتوفر وسائل العلاج، فقد دمرت الدولة السورية الكثير من المستشفيات، وهو ما تعلم به الأمم المتحدة نفسها.
اما المادة 29 من الدستور تقر بأن التعليم حق للمواطن، لكن القوات الجوية السورية قصفت الكثير من المدارس.
وحين يأتي الكلام عن المادة 42 من الدستور الحالي فإنها تنص على أن للمواطنين الحق في التعبير عن آرائهم بحرية، لكن جرى إلقاء القبض على عشرات الآلاف ممن يعارضون الحكومة، وحتى أقارب معارضي الحكومة اعتقلوا وأعدموا من دون إجراءات قضائية.
وإذا ماكان على السوري أن يراجع دستور بلاده فالمادة 43 من دستور بلاده الراهن تقر بحرية الصحافة، وكل الوقائع تشير إلى أنه لم يكسر قلم ولم يعتقل صحفي سوري طيلة فترة حكم الاسد الأب والابن، فاعتقالات ممنوعة بحق الصحفيين ولو أن الاعدامات في السجون ممكنة ومسموحة.
روبيرت فورد، ويظهر أنه تبحّر بالدستور الوري أكثر من سواه، بمن فيه سواه من السوريين يذكر السوريين بأن لاينسوا صور آلاف الضحايا التي أظهرها منشق شرطة سري عام 2013.
فوق كل ذلك يتنبأ أنه “مع أو من دون دستور جديد، لا توجد سيادة للقانون في سوريا ولا توجد محاسبة لأجهزة المخابرات والجيش.”
تلك حقتئق يسوقها الرجل من ماضي سوريا، غير أنه وبمنتهى التفاؤل، وحين يحكي عن مستقبل البلاد يقول للسوريين:” الدولة الأمنية لن تتغير ولن تصلح من نفسها. فحكومة الأسد تسيطر على دمشق وجميع المدن الرئيسية الأخرى في سوريا. والحرب والعقوبات الاقتصادية تدمران الطبقة الوسطى السورية، لكن الحكومة السورية باقية”.
ثم يتساءل:”هل يعتقد أحد حقاً أن بشار وعائلته، أو عائلة رئيس المخابرات، يعانون؟
إذا كان لديك أي أمل في إصلاح الدولة السورية، تذكر أن أجهزة الاستخبارات التابعة لها تعتقل الأشخاص الذين وقعوا اتفاقات المصالحة في درعا وريف دمشق. لقد فاز الأسد بثلاثة انتخابات بالفعل وسيخوض الانتخابات مرة أخرى عام 2021، كيف يمكن للأمم المتحدة أو المجتمع الدولي أن يفكروا في أن هذه الدولة الأمنية ستجري انتخابات حرة ونزيهة؟ هل ستتلقى المخابرات الجوية أوامر من مستشار انتخابات الأمم المتحدة الذي ربما لن يتكلم العربية؟ دعونا نكن جادين.
ـ وماذا بعد كل ذلك؟
بعدكل ذلك ثمة حقيقة ثالثة يحكيها روبيرت فورد والحقيقة الثالثة تلك الحقيقة التي تمنع لجنة الدستور من تحقيق حل سياسي للأزمة السورية وهي عدم وجود ممثلين عن الجزء الشرقي من سوريا الذي يقع تحت سيطرة ;laquo;حزب الاتحاد الديمقراطي;raquo; الكردي السوري وقواته الديمقراطية السورية.
والحال كذلك، والكلام من فم روبيرت فورد ماحال بلاده إزاء المألة السورية؟ ماحال إدارة السيد رونالد ترامب؟
“الولايات المتحدة لا تستطيع التأثير على تشكيل لجنة الدستور التي تفاوض عليها بيدرسن مع دمشق وأنقرة وموسكو وطهران”.
ـ يا الله!!
ـ وماذا بعد؟
“الأميركيون مندهشون لأنهم وجدوا أنفسهم معزولين.
بعد كل ذلك من الذي يصمم دستور سسوريا (الغد)؟
هل بوسعنا أن نقول أن السوريين هم الذين يرسمون دستور بلادهم؟
إن قلنا ذلك سنكون إما حمقى وإما كوميديين، زبالنتيجة لابد أن نقر أن ثمة من يرسم الدستور.
روسيا؟ تركيا؟ إيران؟
نعم هو الثالوث، وعلى الأذن السورية أن تصغي.
كل ماعلي السوري أن يكون أذنًا صاغية.
هكذا ترسم مصائر الشعوب.
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©