لعنة حزب الله
من اليسير القول أن حزب الله بات قاعدة إيرانية في لبنان، قاعدة لابد وستورط لبنان باستحقاقات قاتلة، سيغرق فيها.
في خطابه الأخير (12/ 11/2019)، يحكي نصر الله عن حقول النفط المكتشفة في إيران كما لو يحكي عن منزله، وهو الذي يعلن على الدوام أن تمويله إيراني، وأنه خارج الحسابات المصرفية اللبنانية، وهو الذي لن يهتز فيما لوتعرض اللبنانيون، كل اللبنانيين إلى الاهتزاز.
ليس ثمة وضوح ووقاحة تبلغ هذا المدى، وهو الشريك في الحكومات اللبنانية السابقة، والمعطل الفعلي لاحتمالات الحكومة اللاحقة، وهو الذي يحتل ثلث الشارع اللبناني إن لم يتجاوز الثلث.
صبيحة اليوم ( 13/ 11/ 2019) قصف الطيران الإسرائيلي وكرًا للجهاد الاسلامي / حليف حزب الله في منطقة المزة في دمشق، والمتوقع أن الهدف هو واحد من ممتلكات حزب الله، حيث قيادات عسكرية تعيش في دمشق، والقصف ليس أكثر من رسالة اسرائيلية سبقتها رسائل كان من بينها قصف شقة سكنية في جرمانا / الضاحية الواقعة إلى الجنوب من دمشق/ واستهدفت سمير القنطار القيادي في حزب الله، وفي هذه الاستهدافات مايشير إلى احتمالات تسخين الجبهات، بما يعني احتمالات حرب قريبة في المنطقة، سيكون ضحيتها في النهاية لبنان.
لبنان الذي يعاني من اختناقات في اقتصاده، ومن قلق في حياته السياسية، ومن فاقة اجتماعية تصل الى حدود تجويع شرائح واسعة من السكان، فيما الأمين العام لحزب الله يتباهى بأن حزبه وقاعدته الاجتماعية معفاة من الاختناقات اللبنانية.
لبنان اليوم أمام منعطفات بلغت ذروتها، ولن يكون أمامه للخروج منها سوى التوافق على تشكيل حكومة ورسم خريطة اقتصادية تنقذ البلد من الغرق، ودون أدنى شك لن ينقذ لبنان ويخرج إلى شط الأمان مادام حزب الله يمسك بمفاتيح حكومته، الأمر الذي يستدعي عقوبات دولية، وإن لم تكن العقوبات فالتضييق على اقتصاده وصولًا للانفجار السكاني الذي يحمل لاحصر من الاحتمالات ، واحد منها العودة الى الحرب الأهلية التي لن تكون بعيدة وحزب الله يوقد نيرانها ويدفع بها إلى الواجهة، وهو الحزب الذي لن يرى نجاته إلاّ بفتح الحرب على اسرائيل، وهذا ما حدث أعقاب أزمة 2005 وخروج الجيش السوري من لبنان، حيث افتعل حرب 3006 وكان من نتائجها أن وضع قبضته على لبنان كل لبنان.
المنطقة تقف على بوابة الاشتعال، واللبانيون الذين ذاقوا ويلات الحرب الأهلية، لن يكون بوسعهم احتمال حروب جديدة تحت أي شعار.
سيكون الجحيم فيما لو وقعت الحرب في هذا الوقت، وهو جحيم سيطال اللبنانيين كل اللبنانيين سوى حزب الله االذي يستمد شرطه ونفوذه من ايران ومن التسليح الايراني ومن كونه فصيلاً عسكريًا ايرانيا متقدماً من فصائل الحرس الثوري الايراني.
ـ إلى أين يأخذ هذا الحزب ذاك البلد الغارق بالاحتقانات والاحوج الى الهدوء وإلى رسم سياسات اقتصادية / اجتماعيه تبعده عن غول الحرب؟
“صبي الولي الفقيه”، يجاهر بأنه سيأخذ لبنان إلى الجحيم، والحال كذلك ما الذي تبقّى للبنانيين أن يفعلوه وسط صيغة ايران / حزب الله / بامتدادهما إلى دمشق وصولاً إلى اليمن وبغداد؟
ـ هي اللعنة وقد حلت بالمنطقة.
لعنة عنوانها:
ـ حزب الله.
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©