بنغازي.. مساع لوأد عملية السلام قبل ولادتها
لا زالت بنغازي الليبية تعيش أياماً عصيبة، وسط تحالفات خفية لوأد عملية السلام التي لم تولد اصلاً، فلا تنفك عقدة إلا وتتبع ذلك عاصفة تعيد الحسابات الأولى.
فبعد أن فتحت الأمم المتحدة مكتبها في بنغازي قبل بضعة أسابيع بعد إغلاق دام لسنوات، هز انفجار عنيف أحد المراكز التجارية ما أوقع قتلى بينهم موظفون أمميون، ربما كانوا هم المستهدفين.
توفي ثلاثة من الموظفين التابعين لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا أمس السبت 10 آب الحالي، متأثرين بجراح أصيبوا بها في هجوم بسيارة مفخخة في مدينة بنغازي، الواقعة في الشرق الليببي، وفقاً لما ذكرته الأمم المتحدة اليوم الأحد.
وأصيب الموظف الأممي، والذي يدعى “كليف باك” وهو جاميكي الجنسية، بحروق من الدرجة الثالثة جراء الانفجار، ما أدى لوفاته وهو آخر الثلاثة المتوفين.
وكان مصدر أمني ليبي قد أفاد في وقت سابق أمس السبت، بمقتل موظفين اثنين من موظفي بعثة الأمم المتحدة وإصابة ثمانية آخرين على الأقل في انفجار سيارة مفخخة أمام مصرف التجارة والتنمية بمنطقة الهواري في مدينة بنغازي.
من جهتها، قالت “بينتو كيتا” مساعدة الأمين العام في إدارة حفظ السلام، لمجلس الأمن الدولي الذي أدان الهجوم أيضاً: “الأمم المتحدة لا تعتزم إجلاء موظفيها من ليبيا”.
ويأتي تفجير السبت بعد أقل من شهر من تفجير مماثل، استهدف جنازة أحد العسكريين في بنغازي، وخلّف 4 قتلى وعدداً من الجرحى.
وأعادت الأمم المتحدة فتح مكتبها في بنغازي قبل بضعة أسابيع، بعد إغلاقه لسنوات نتيجة الوضع الأمني المتردي والمعارك التي كانت تدور بين قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر ومجموعات مسلحة في ثانية كبرى مدن ليبيا.
وتبقى ليبيا ومدنها بانتظار حل يمسح من ذاكرة البلد النفطي الغني أيام سود عصفت به وبساكنيه، ولم تبق منهم سوى قلوب منهكة متطلعة لمستقبل أفضل.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي