اكتشاف مخزن ألماس.. عمره من عمر الأرض!
الألماس الحجر الأغلى في العالم، رمز الثراء، خازن أسرار الأرض وربما الفضاء، رسالة من الأرض الاولى إلينا، كبسولة الزمن.
اكتشف باحثون مخزون قديم من الماس بالقرب من قلب الأرض، على بعد أكثر من 410 كيلومترات، قبل أن يطفو على السطح بسبب انفجار بركاني عنيف.
ووفقا للباحثين، فقد ظل مخزون الماس، قرب محور الأرض طوال أكثر من 4.5 مليار سنة، أي قبل تكوّن القمر، لكنه طفا على السطح بسبب الانفجار البركاني العنيف في منطقة جوينا في البرازيل، كما أفادت صحيفة “إندبندنت البريطانية”.
وقامت مجموعة علماء دوليين بقياس نظائر الهيليوم، وهي عبارة عن أشكال ذرية مختلفة من الهيليوم، في الماس الذي عثر عليه بحثا عن المنطقة الصخرية القديمة قدم الأرض، وفقا لدراسة نشرت في مجلة ساينس.
يشار إلى أنه عثر على أكثر من 1365 قطعة ألماس مصدرها تلك المنطقة القريبة من محور وقلب الأرض.
ويقول الباحثون إن الماس كان بمثابة “كبسولة زمنية مثالية” أعطتهم نظرة ثاقبة عن الفترة المضطربة بعد وقت قصير من تكون كوكب الأرض، خصوصا وأنها تحتوي على سائل متحجر في داخلها.
وخلال هذه الفترة الزمنية كان هناك الكثير من النشاط الجيولوجي العنيف إلى درجة أنه لم يبق فيه شيء من الهيكل الأصلي للأرض.
ومع ذلك، وسط كل هذا التغيير، كان هناك شك منذ فترة طويلة أن هناك منطقة من “الوشاح” تقع في مكان ما بين “القشرة” وقلب الأرض، التي كانت مضطربة نسبياً، ولم يكن هناك سابقا أي دليل على وجودها.
لكن، القرائن الأولى ظهرت في الثمانينيات عندما لاحظ العلماء أن بعض حمم البازلت من مواقع معينة، على الأرض مثل موقع جوينا البرازيلي، كانت تحتوي على نسبة من نظائر الهيليوم 3 إلى نظائر الهيليوم 4 والتي كانت أعلى من المعتاد.
وقالت باحثة جيولوجيا استرالية: ” إنه من علم الكيمياء الجيولوجية للماس، أمكن التعرف على أن مخزن الماس هذا تشكل في منطقة انتقالية تقع بين 410 و660 كيلومترا تحت سطح الأرض، وهذا يعني أن هذه المنطقة والبازلت والماس تشكل بعد بدايات تشكل الأرض، ما يعني أنه مازال هناك الكثير من الأسئلة بشأن تلك المنطقة من الأرض وطبيعة تكونها والتركيبة الكيماوية لها وما إلى ذلك”.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي