صحيفة فرنسية تهاجم قائد الجيش الجزائري.. لماذا؟
اتهمت صحف فرنسية رئيس الأركان الجزائري الجنرال “قايد صالح” بفرض الانتخابات الرئاسية على الشعب قبل نهاية العام الجاري، وتجاهل ما تشهد البلاد من حراكٍ شعبي ضد تلك الخطوة.
صحيفة “لوفيغارو” التي نشرت مقالاً بعنوان “صالح يريد فرض انتخابات يرفضها الشعب”، ذكرت في اتهاماتها للجنرال الجزائري مقتطفات من تصريحات السابقة، وتحديداً قوله: “لقد تحدثنا سابقاً عن ضرورة الإسراع في تنظيم الانتخابات الرئاسية، لكننا اليوم واثقون من أنها ستجرى في الآجال المحددة”، وذلك في إشارة من الصحيفة إلى تجاهل “صالح” لموقف الشعب الرافض لها.
كما اعتبرت الصحيفة واسعة الانتشار أن “صالح” وضع جميع أطياف الشعب الجزائري وسياسييه بمن فيهم الرئيس المؤقت “عبد القادر بن صالح” أمام الأمر الواقع، عندما اقترح في وقتٍ سابق تحديد يوم 15 سبتمبر/أيلول الجاري موعداً لاستدعاء هيئة الناخبين تمهيدا لإجراء الاقتراع منتصف كانون الأول المقبل.
وتتابع الصحيفة: “رغم الآراء المطالبة بذلك والتي يبثها الإعلام الرسمي وبعض المحطات الخاصة، فإن الواقع يشي بعكس ذلك؛ إذ يخرج آلاف المتظاهرين في شوارع البلاد كل ثلاثاء وجمعة ضمن الحراك الشعبي الذي انطلق في 22 شباط، ويبدون رفضهم لتنظيم الانتخابات ويدعون لتغيير النظام القائم”، مؤكدةً أن السلطة القائمة تمارس ضغوطا كبرى على كل من يعارضون سياساتها وأجنداتها في إدارة البلاد.
إلى جانب ذلك، أشارت الصحيفة في مقالها إلى مهاجمة الجنرال “صالح” لمعارضي إجراء الانتخابات في كانون الأول المقبل ووصفهم بثلة تريد فرض رؤيتها على غالبية الشعب، مشيرة في ذات الوقت إلى الهجوم المماثل الذي يشنه الإعلام الجزائري الرسمي على كل شخصية أو حزب يجرؤ على انتقاد خارطة الطريق التي رسمها الجيش.
كما اتهمت الصحيفة، قيادات الجيش الجزائري وقوات الأمن بالتضييق على الحريات من خلال منع أي أنشطة أو اجتماعات ينظمها المعارضون، لا سيما بعد اعتقال الأمن الجزائري المعارض كريم تابو من منزله في الجزائر العاصمة قبل أيام، حيث اقتاده أشخاص في زي مدني إلى وجهة مجهولة.
وتتساءل الصحيفة عما إذا كانت الإجراءات التي تتخذها السلطة من أجل تنظيم اقتراعي أحادي كافية؛ خاصة أن هذه الانتخابات تفتقد لأمرين أساسيين: أحدهما مرشحون يتمتعون بمستوى من المصداقية، والثاني ناخبون يوافقون على مخططات السلطة.
ونقلت (لوفيغارو) عن زعيم التجمع من أجل الديمقراطية محسن بلعباس قوله إن تنظيم انتخابات رئاسية يشرف عليها نفس الفاعلين وبنفس الآلية التي كانت قائمة قبل الحراك أمر مشبوه”.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي