في يوم تشييعه.. سياسي بريطاني ينتقد شيراك
قال السياسي البريطاني السير “ريتشارد ديرلوف” إن الرئيس الفرنسي الراحل “جاك شيراك” قد تلقى أموالاً هائلة من الرئيس العراقي السابق “صدام حسين” كرشاوى للوقف إلى جانب العراق قبل غزوه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية 2003.
وكشف رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني السابق السير “ريتشارد ديرلوف” اليوم الاثنين يوم تشييع الرئيس الفرنسي الراحل “جاك شراك” أن الأخير تلقى من صدام حسين ما تبلغ قيمته 6.1 مليون دولار أمريكي من أجل معارضة غزو العراق، إذ إن فرنسا من الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن وتستطيع استخدام حق النقض “الفيتو” ضد أي قرار يصوت عليه مجلس الأمن الدولي.
وقال “ديرلوف”: ” إن المخابرات البريطانية كانت تملك معطيات تفيد بأن شيراك الذي حكم فرنسا بين 1995 و2007 تلقى أموالا من صدام عبر وسطاء لتمويل حملتيه الرئاسيتين في 1995 و2002″.
وقبل سقود بغداد بأيدي الأمريكين أعلن الرئيس شيراك أن “العراق لا يمثل اليوم تهديداً وشيكا يبرر اللجوء إلى حرب فورية. فرنسا تدعو الجميع لتحمل المسؤولية في احترام الشرعية الدولية.. إن الخروج عن شرعية الأمم المتحدة، وإعطاء الأولوية للقوة على القانون، يعني تحمل مسؤولية كبيرة”.
وبعد هذا الإعلان، ارتفعت شعبية شيراك إلى مستويات قياسية، حيث قال ثلاثة أرباع الفرنسيين إنهم راضون عن خطوته، بدأت الحرب الثانية على العراق في اليوم التالي بمبادرة من الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا. وتأثرت العلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة بقرار شيراك لعدة سنوات، لكن الرئيس الفرنسي حظي برفضه للحرب، بشعبية واسعة في العديد من دول العالم.
كما أشار رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني إلى وجود علاقة صداقة شخصية بين صدام وشيراك، معتبراً أن معارضة شيراك لغزو العراق لم تكن بدافع أخلاقي أو سياسي، بل خوفاً من افتضاح أمر تلقيه أموالاً لحملتيه.
وأوجد تصريح السير”ريتشارد ديرلوف” جدلاً في الأوساط السياسية البريطانية والفرنسية حيث ردت المتحدثة باسم السفارة الفرنسية في لندن “أوريلي بونال” على تلك الاتهامات، قائلة إن “التاريخ أظهر أن شيراك اتخذ قرارا صحيحا”، وبالفعل فقد عارض الرئيس الفرنسي الراحل “جاك شيراك”قرار غزو العراق عام 2003، استخدم حق الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يشرع التدخل العسكري.
ويوصف شيراك بالفرنسي الذي فُتن بالشرق، وقال رداً على سؤال مؤرخ إسرائيلي له عن سر علاقته بالعالم العربي “لدي معنى عربي للصداقة” التعبير المعروف جداً بالثقافة الفرنسية.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا