انتفاضة لبنان: موعد مع خطوات تصعيدية جديدة
وسط زخم الساحات اللبنانية، ودعوات لمزيد من التصعيد، أعلن ناشطون في الحراك المدني اللبناني أنهم بصدد الدعوة لإعلان إضراب عام في البلاد، كخطوة تصعيدية جديدة ضد السلطات اللبنانية الحاكمة، وذلك على خلفية الخطاب الذي ألقاه رئيس الجمهورية “ميشال عون” أمام مجموعة من أنصاره أمس الأحد.
واعتبر الناشطون أن محاولة الزعماء السياسيين وعلى رأسهم “عون” ورئيس مجلس النواب “نبيه بري” وزعيم ميليشيات حزب الله “حسن نصر الله”، حشد مناصريهم بالأمس، تزامنا مع استمرار المظاهرات، هي محاولة لتهديد الشارع اللبناني المنتفض بأنهم قادرون على حشد معسكر مضاد، وأنهم يسعون للتلويح بصدامات وحرب أهليه في حال استمرار الحراك، وهو ما كان واضحاً بشكل خاص في حديث “نصر الله” خلال خطاباته السابق، على حد قولهم.
تزامناً، أشارت وسائل إعلامية محلية إلى أن المتظاهرون أعادوا قطع الطرقات التي كان الجيش قد فتحها بالقوة في عدة مناطق لبنانية بينها العاصمة بيروت، وذلك خلال ما أسماه المتظاهرون “أحد الوحدة”، الذي دعوا فيه لتشكيل حكومة كفاءات مصغرة بعيداً عن المحاصصة الطائفية والانتماءات الحزبية.
إلى جانب ذلك، أكد المتظاهرون خلال احتجاجات واعتصامات “أحد الوحدة” على رفضهم للتدخلات الإيرانية عبر وكلاء طهران في لبنان، في إشارة إلى حزب الله وحلفاءه، بالإضافة إلى مهاجمة وزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر “جبران باسيل”، الذي كانت إقالته واحدة من أهم مطالب اللبنانيين، الأمر الذي دفع متابعين للشأن اللبناني لاعتبار أن الشعار الرئيسي للمظاهرات اللبنانية “لا جبران ولا إيران في لبنان”.
كما طالب المحتجون أيضاً، بتمكين الأجهزة الحكومية من إدارة الأزمة المالية، بالتزامن مع شن حملة جديدة ضد الفساد تشمل إقرار قوانين استقلالية القضاء واستعادة الأموال العامة المنهوبة، بالإضافة إلى المطالبة بانتخابات نيابية مبكرة، تنتج سلطة تمثل الشعب.
وكان الرئيس اللبناني “ميشال عون” قد ألقى أمس الأحد، كلمة أمام مناصريه، أشار فيها إلى أن الشعب فقد ثقته بدولته، داعياً للعمل على ترميم العلاقة بين الشعب والسلطة، ذلك في كلمة وجهها اليوم الأحد، لمناصريه الذي احتشدوا، تأييداً له، في مسيرة اتجهت نحو قصر بعبدا الرئاسي، ووجه “عون” خلال كلمته تحية لمناصريه، مضيفاً: “أقول للجماهير التي حضرت معكم، أنتم اليوم تجددون العهد، ونحن أيضا على العهد والوعد”، داعياً إلى ألا تكون الأوضاع في لبنان مفصلة على مبدأ ساحة ضد ساحة أو مظاهرة بمواجهة مظاهرة.
من جهته، صرح وزير الخارجية في الحكومة اللبنانية المستقيلة “جبران باسيل”: “ليس عدلًا أن نُظلم مرتين، مرّة من رموز الفساد ومرّة من ضحايا الفساد”، مشيراً إلى أن دخوله إلى مفاصل الدولة كوزير، جاء للنضال ضدّ الفساد، على حد قوله.
كما جدد “باسيل” هجومه على المتظاهرين الداعين لإسقاط النظام اللبناني، مضيفاً: “بدلا من قطع الطرق على المواطنين يجب قطع الطريق على النواب الذي يرفضون رفع السرية عن حساباتهم، لا تقتلوا الأمل بأن نقتلع الفساد ونبني دولة، لأنّ تعميمكم للفساد يساعد على حماية الفاسدين”.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي