قمة رباعية مرتقبة حول الوضع السوري
قمة رباعية مرتقبة أعلن عنها “إبراهيم قالن” المتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية اليوم الجمعة،: قمة تركية ألمانية فرنسية بريطانية حول سوريا ستعقد في 3 و 4 ديسمبر المقبل.
ونقلت قناة CNN Turk عن قالن قوله، إن الاجتماع سيجري في لندن بالتزامن مع انعقاد قمة حلف الناتو هناك.
وفي منتصف أكتوبر، أعلن الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” أنه وقادة ثلاث دول أخرى يريدون الاجتماع مع الزعيم التركي في لندن “لاستعادة التوافق على ماهية الناتو وما ينبغي أن يكون” هذا الحلف، الذي تعتبر تركيا عضوا فيه.
تأتي هذه الخطوة بعد أن شنت أنقرة في 9 أكتوبر عملية عسكرية أطلق عليها “نبع السلام” ضد المسلحين الأكراد في شمال شرق سوريا. وأثارت العملية التركية موجة من الإدانات والانتقادات عبر العالم، بما في ذلك من دول حلف الناتو نفسه.
وأوقفت أنقرة هجومها بعد أن توصلت إلى اتفاقات مع واشنطن وموسكو حول انسحاب الوحدات الكردية من منطقة حدودية شرقي الفرات عمقها 30 كيلومترا.
كما تسبب الهجوم التركي على قوات يقودها الأكراد في سوريا غضب عارم من حلفاء أنقرة الأوروبيين وخشيتهم من أن يؤدي ذلك لوصول موجة جديدة من المتشددين، لكن الدول الأوروبية تسابق الزمن للخروج برد فعل محكم بخلاف رفض المساعدة بالأموال في أي أزمة إنسانية جديدة قد تستجد على حدودهم.
ويقول دبلوماسيون ومسؤولون إن الهجوم، الذي بدأ بعد أن سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قوات بلاده من طريقه، يثير تساؤلات أساسية عن مصير علاقة تركيا بالاتحاد الأوروبي كما يضيف توترا إضافيا على العلاقات عبر الأطلسي بما يشمل الثقة بين الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.
كما يُعقد الهجوم من فرص نجاح احتمالات انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي ويهدد بانهيار اتفاق لكبح تدفق المهاجرين بين تركيا والتكتل أدى لخفض حاد في أعداد اللاجئين الوافدين لدول الاتحاد لكنه يتعرض لضغوط متواصلة بسبب محاولة لاجئين جدد الوصول للأراضي الأوروبية.
وقال دبلوماسي أوروبي كبير: هذه وصفة لكارثة… بالنسبة للأتراك أو الأكراد أو لنا… إنه تشتيت كامل سيتسبب في فتح صندوق باندورا. في إشارة لتعقيد المشكلات القائمة.
يذكر أن مجلس النواب الأمريكي صوت بأغلبية ساحقة على قرار يعترف بالقتل الجماعي للأرمن، التي تُتهم به الامبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، باعتباره “إبادة جماعية”.
وتتسم القضية بالحساسية الشديدة ويأتي التصويت في وقت تأزم للعلاقات الأمريكية مع تركيا.
وقال المرشح المحتمل عن الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة “جو بايدن” إن القرار “يكرم ذكرى الضحايا”، لكن وزير الخارجية التركي قال: التصويت جاء انتقاما للعملية العسكرية لبلاده في شمال سوريا، بينما صوت النواب بأغلبية ساحقة أيضا على دعوة الرئيس “دونالد ترامب” لفرض عقوبات على تركيا وبعض مسؤوليها بسبب الهجوم.
يذكر أن تركيا وأرمينيا وقعتا اتفاقا تاريخيا لتطبيع العلاقات بينهما بعد قرن من العداء، وتسعى أرمينيا إلى أن تقر تركيا بأن مقتل الأرمن إبادة جماعية لكن الحكومات التركية المتتالية رفضت ذلك؛ بينما تعترف أنقرة بحدوث فظائع لكنها تعللها بكونها وقعت في سياق الحرب، مشددة على أنها لم تحدث بنية مبيتة لإبادة المسيحيين الأرمنيين، وترفض تركيا استخدم تعبير “الابادة الجماعية” على ما حدث وتقول إن المئات قتلوا خلال الاشتباكات التي وقعت إبان الحرب العالمية الأولى، وأن الأتراك أنفسهم عانوا كثيرا خلال تلك الحقبة.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي