الجيش الإيراني يكشف عن وجهه الحقيقي

اعتبرت قيادة الجيش الإيراني أن ما تشهده البلاد، جزء من مؤامرة تستهدف أمنها واستقرارها، وذلك في أول تعليق منها على المظاهرات، التي عمت المدن الإيرانية، خلال الأيام الماضية، بسبب زيادة أسعار الوقود.

وأشار بيان صادر عن الجيش، إلى أن من وصفهم بـ”الأعداء” حاولو إثارة الفتنة ضد الثورة الإسلامية في إيران، من خلال تحريك “المرزقة” والمغرر بهم والأبواق الدعائية المأجورة، على حد وصف البيان، معلناً جاهزيته ويقظته للدفاع عن استقلال البلاد ووحدة ترابها.

في غضون ذلك، واصلت السلطات الإيرانية قطعها لخدمة الانترنت عن مناطق شتى من البلاد، حيث أشار موقع نتبلوكس المختص بمراقبة حركة الإنترنت حول العالم، إلى أن اتصالات الإنترنت في إيران وصلت اليوم الثلاثاء، إلى نسبة 4 في المئة فقط مقارنة بالمستويات العادية.

تزامناً، كشفت تقارير دولية تورط السلطات الإيرانية بقتل عشرات المتظاهرين المدنيين بنيران أجهزة الأمن والمخابرات الإيرانية خلال الأيام الماضي، التي شهدت فيها مدن إيرانية كبيرة مظاهرات غاضبة ضد الحكومة الإيرانية.

إلى جانب ذلك، اعتبر متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن ما تشهدها إيران منذ خمسة أيام يدعو للقلق، حاثاً السلطات الإيرانية على إعادة خدمة الإنترنت التي عمدت إلى قطعها لعزل البلاد عن العالم الخارجي، واحترام حق المتظاهرين في حرية التعبير.

وكان ناشطون إيرانيون قد أكدوا نقلاً عن مصدر بوزارة الداخلية الإيرانية، أن عدد قتلى الاحتجاجات حتى أمس الاثنين، بلغ حوالي 200 متظاهر و3000 جريح، إلا أن المعلومات لم تؤكدها مصادر مستقلة، في حين وثقت منظمات حقوقية مقتل 40 متظاهراً في كافة أنحاء البلاد.

كما أعلنت السلطات الإيرانية عن مقتل عدد من عناصر الأمن والحرس الثوري وميليشيات الباسيج، وفقاً لما أكده محافظ طهران، الذي أشار إلى أن الاحتجاجات عمت 22 محافظة من أصل 31 محافظة إيرانية، أي 70% من مساحة البلاد.

كما اتخذت المظاهرات منحى سياسياً مع مطالبة المحتجين بتنحي كبار رجال الدين، الذين يقودون البلاد، وتوعدت السلطات في البلاد بتصعيد إجراءاتها الأمنية، وتنفيذ عقوبة الإعدام بحق المحتجين، وفي الوقت ذاته دانت الولايات المتحدة السياسات الإيرانية وقمع المتظاهرين.

وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية من جهتها، أشارت إلى أن المظاهرات تخللها إحراق 100 بنك على الأقل وعشرات المباني والسيارات.

مرصد الشرق الأوسط الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي