الفيفا يتحرك بعد انتحار الفتاة الزرقاء في إيران

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، الأربعاء، أنه بصدد إرسال وفداً رسمياً إلى إيران خلال الفترة القادمة، بهدف النظر في إمكانية السماح للنساء بالدخول إلى ملاعب كرة القدم لمتابعة المباريات، وذلك بعد انتحار شابة بسبب منعها من الدخول لحضور مباراة.

وصرح الاتحاد الدولي لوكالة فرانس برس أن “وفداً الفيفا سيتواجد قريبا في إيران، لتسريع الاستعدادات للسماح للنساء بدخول ملاعب كرة القدم لحضور المباريات المقبلة “للمنتخب الوطني”، ضمن تصفيات كأس العالم 2022 في تشرين الاول/ أكتوبر المقبل”.

خطوة الاتحاد الدولي، جاءت بعد أسبوع من إقدام شابة ملقبة بـ “الفتاة الزرقاء” على حرق نفسها أمام محكمة إيرانية، بعد حبسها لمدة 6 أشهر إثر محاولتها الدخول الى ملعب في طهران متنكرة بزي رجل.

ووفقاً لمصدر مقرب من الملف، فإن الوفد مكون من ثلاثة أشخاص يمثلون قسمي المسابقات والأمن في الاتحاد الدولي، لافتاً إلى أنه سيلتقي مع مسؤولين في الاتحاد الإيراني لكرة القدم.

وذكرت مؤسسة “فارزيش 3 للأخبار الرياضية” أن السلطات الإيرانية اعتقلت الشابة “سحر خدايار” عندما حاولت الدخول إلى ملعب مرتدية زي رجل لمشاهدة فريقها المفضل “الاستقلال”، بحسب ماذكرت شقيتها.

وأوردت الصحيفة، أن المرأة التي يطلق عليها اسم “الفتاة الزرقاء” بسبب ألوان فريق الاستقلال، أشعلت النار في جسدها خارج المحكمة الأسبوع الماضي، بعدما سمعت أحدهم يقول إنه سيتم سجنها لمدة ستة أشهر.

بدورها، وجهت نائبة الرئيس لشؤون المرأة والأسرة “معصومة ابتكار” رسالة الى رئيس السلطة القضائية تطلب فتح تحقيق، بحسب الوكالة الرسمية في البلاد.

وفاة الفتاة الزرقاء، أثارت غضباً واسعاً، على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دعا ناشطون “الفيفا” إلى منع إيران من المشاركة في المسابقات الدولية، كما دعوا المشجعين إلى مقاطعة المباريات.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد، قيل أنها لخضير وهي في المستشفى مغطاة بطبقة كثيفة من الضمادات.

في حين، دعا لاعب كرة القدم الإيراني الشهير “علي كريمي” متابعيه على انستغرام وعددهم 4,5 ملايين متابع، الى مقاطعة الملاعب حتى إشعار آخر، وعلق على صورة للشابة قائلاً: “النساء في بلادنا أفضل من الرجال، وعبر نادي “الاستقلال” عن حزنه لوفاتها.

وكان الحرس الثوري الإيراني، قد اعتقل منتصف شهر أغسطس الماضي 6 نساء، طالبن بالسماح للنساء بالدخول إلى الملاعب، كما أكد موقع إيران إنترناشيونال، مخابرات الحرس الثوري اعتقلت عدد من الناشطات المطالبات بدخول النساء للملاعب والمعروفات بـ”فتيات الحرية.

وأمهل الرئيس الدولي لإتحاد كرة القدم “جياني إنفانتينو” في وقت سابق، الاتحاد الإيراني لكرة القدم حتى 31 أغسطس الجاري، لضمان إتاحة دخول النساء إلى استادات كرة القدم، وحضور مباريات التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2022.

إلا أن مدعي عام إيران “محمد جعفر منتظري”، رفض وقبل انتهاء المهلة المحددة، مطلب الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” بدخول النساء الإيرانيات للملاعب.

وتحظر إيران على النساء منذ ثورة 1979، دخول الملاعب، حيث يبرر رجال الدين الحظر بحمايتهن من “الأجواء الذكورية”، ومن رؤية رجال متخففين من بعض لباسهم”.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي