الجزائر تُحيي تاريخ العثمانيين عبر نصب تذكاري ..
أزيح الستار في ولاية عين تموشنت في الجزائر، عن النصب التذكاري للقائد البحري العثماني “بابا عرّوج” أو “الريس عروج”، وذلك في الذكرى الـ 500 لمقتله.
وشارك في مراسم الافتتاح الثلاثاء الفائت، بمنطقة شعبة اللحم، وزير الثقافة الجزائري، عز الدين ميهوبي، والسفير التركي لدى الجزائر، محمد بوروي، والملحق العسكري في السفارة مراد هوراي، ومنسق الوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا” جان أوزدمير، ووالي عين تموشنت السيدة لبيبة ويناز، وغيرهم من المعنيين.
وأقيم النصب الذي يبلغ ارتفاعه 5 أمتار، بالتعاون بين “تيكا” وولاية عين تموشنت، بمبادرة من السفارة التركية لدى الجزائر.
وقال وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي إن تمثال الزعيم العثماني بابا عروج “يوثق ذاكرة جزائرية-تركية مشتركة”. وأكد الوزير أن هذه المناسبة هي لحظة تاريخية، مشيرا إلى أن عين تموشنت، التي تحافظ على ذاكرته بغيرة وبعمق، كانت مسرحا لآخر قتال له ضد الإسبان الذين حاولوا إذلال الجزائريين.
وأضاف ميهوبي “احتفلت بجاية بالذكرى الخمسمائة لوصول الأخوين بابا عروج بحضور فرقاطة البحرية الجزائرية التي تحمل اسم بابا عروج”.
من جانبه، رحّب سفير تركيا في الجزائر، محمد بوروي بافتتاح هذا النصب التذكاري، مشيراً إلى أن “العلاقات الودية بين الشعبين التركي والجزائري تعود إلى 500 سنة قبل وصول بابا عروج”.
وعروج (Oruç) ابن أبي يوسف يعقوب التركي أو عروج بربروس (1474-1518)، اشتهر بلقبي “بابا عروج” و”الريس عروج”، قبطان وقائد بحرية في العهد العثماني اشتهر هو وأخوه خير الدين بالسيطرة على البحر في شمال أفريقيا وسواحل البحر المتوسط خلال القرن السادس عشر.
انضم عروج إلى البحرية العثمانية في عهد السلطان سليم الأول بعدما ذاع صيته في شمال البحر الأبيض المتوسّط بين 1504و و1511م، عندما ساعد المسلمين الأندلسيين، الذين فرّوا إلى شمال إفريقيا هربا من الإسبان، واستقروا بمدن وقرى كثيرة في المغرب الكبير.
وفي عام 1514م أصيب بجروح بالغة أفقدته ذراعه خلال حصار القلعة الإسبانية بمدينة بجاية، شمالي الجزائر.
وفي 1518م حارب في تلمسان، شمال غربي الجزائر، وبعد حصار دام ستة أشهر من قبل القوات الإسبانية مع أنصارها من العرب، سقطت مدينة تلمسان وتحصن عروج في قلعتها الداخلية، وقام بالهرب بعدها ولحقته فرقة إسبانية تمكنت من قتله هو ورجاله في العام 1518.
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا”
