الرقة.. قسد والأتراك يحشدون.. والمدنيون ينزحون ويغرقون
تشهد المناطق الحدودية بين سوريا وتركيا وصول تعزيزات عسكرية على جانبي الحدود من جهة قسد في الجانب السوري ومن جهة الجيش التركي في الأراضي التركية حيث سبق ان وصول تعزيزات عسكرية تركية خلال الأسبوع الفائت توزعت على المخافر الحدودية التركية المقابلة لمدن عين العرب (كوباني) وتل أبيض ورأس العين، وسط إجراءات امنية وعسكرية مشددة. وتمركزت التعزيزات في مدينة جيلان بينار الملاصقة تماماً لمدينة رأس العين، فأغلقت مداخل المدينة ومخارجها، وهي مؤلفة من دبابات وعربات مدرعة وناقلات جند إضافة لفرق مدفعية وقوات خاصة وكذلك توجهت التعزيزات إلى المركز الحدودي في بلدة أقجا قلعة التركية الملاصقة لمدينة تل أبيض السورية. وتستعد قوات تابعة لتشكيلات “الجيش الوطني” للمشاركة في المعركة المرتقبة، بعدما حشدت فصائل “أحرار الشرقية” و” جيش الإسلام” و”الفرقة 2″ و”اللواء 115″ و”فيلق الشام” و”الجبهة الشامية” و”فرقة السلطان مراد” بهدف التوجه لتل أبيض ورأس العين. وباشرت القوات التركية إزالة الأسلاك الشائكة المقابلة لتل أبيض ورأس العين، وأطفأت كواشف الضوء الراصدة للحدود مع سوريا. وأبلغت الجهات التركية أهالي القرى القريبة من الحدود بتوخي الحذر والتزام منازلهم ليلاً، واتخذت إجراءات أمنية مشددة على طول الحدود من رأس العين إلى مدينة عين العرب. في حين تشهد سماء المنطقة الحدودية تحليقاً مستمراً للطيران الحربي التركي والإستطلاع والدرونز. وفي المقابل، نزح عشرات المدنيين من مدينتي تل أبيض ورأس العين، نتيجة الحركة المكثفة للجيش التركي، وانتشار الشائعات حول عمل عسكري خلال ساعات ضد “قسد”، خوفاً من استهداف الانفاق والدشم التي أعدتها “قسد” ضمن أحياء المدن.وأجبرت “قسد” أهالي حي العبرة في رأس العين على مغادرة منازلهم لتتخذها كنقاط عسكرية نقلت إليها المزيد من التعزيزات. وغطت “قسد” بضعة شوارع في رأس العين بالشوادر، لحجب الرؤية عن تحركاتها ومواقع انفاقها ومتاريسها، تخوفاً من الطيران التركي. مظاهرات لأنصار “قسد” قام مجلس الرقة المدني التابع لمليشيا قسد بإجبار الموظفين والعاملين في كل اللجان التابعة له بالخروج بمظاهرات ضد التهديدات الكردية، والذي قام بدوره بنصب خيمة كبيرة في ساحة المحافظة ليتم تجمع القادة والسياسيين فيها. وطالب حزب سوريا المستقبل التابع لمليشيا قسد أعضاءه وذويهم بالخروج بمظاهرات والتجمع في ساحة المحافظة للتنديد بالتدخل التركي. وكانت مليشيا قسد قد قامت بإجبار المدنيين وطلاب المدارس وموظفي المنظمات في مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي بالخروج بمظاهرة منذ يومين منددة أيضاً بالتدخل التركي، كما أجبرت مليشيا قسد أهالي مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي بالخروج بمظاهرة مماثلة كي تظهر للرأي العام العالمي إن المدنيين غير راضين بالتدخل التركي، ويرفضون دخولهم إلى محافظة الرقة تحت أي راية أو تشكيل عشائري أو عسكري يتبع الجيش السوري الحر. الأذان على المذهب الشيعي! وكان لافتا خلال الأسبوع الماضي مقتل الشيخ “محمد محمود الخضر” في سجون النظام بعد اعتقال دام ٩ أشهر، بسبب رفضه الآذان على “المذهب الشيعي” في قرية حويجة شنان بريف الرقة الشرقي. حيث اعتقلته جموعة تابعة لميليشيا “العشائر” التي يتزعمها تركي الحمد “الكركاعة” التابع لقوات النظام بعد رفضه الآذان على المذهب الشيعي منذ تسعة أشهر في قرية حويجة بريف الرقة، لتخبر ذويه اليوم أنه استشهد تحت التعذيب. ويبلغ عمر الشيخ “محمد محمود الخضر” ٥٩ عاما، وكان يعمل مؤذنا لجامع حويجة شنان بريف الرقة الشمالي، قبل أن يتم اعتقاله من قبل الميليشيات الطائفية، بعد رفضه لقرار وزّع للجوامع في مناطق سيطرة نظام الأسد بريف الرقة الجنوبي الشرقي بوجوب رفع الآذان على المذهب الشيعي. الجدير ذكره أن ميليشيا العشائر التابعة لنظام الأسد سيطرت على قرية حويجة شنان بريف الرقة الجنوبي الشرقي في منتصف شهر أكتوبر من العام الماضي بعد انسحاب تنظيم “داعش” منها. من جهة أخرى قُتل (3) عناصر من المخابرات الجوية التابعة للنظام، وأصيب أحد عناصر الحرس الثوري بجراح جراء انفجار لغم أرضي قرب مدينة معدان في ريف الرقة الشرقي. وذكرت مصادر اعلامية محلية إن الانفجار استهدف سيارة كان يستقلها العناصر وهم متجهون من معدان إلى منطقة جب الحجلاوي جنوب غرب الرقة الجنوبي. وأغلقت قوات النظام المنطقة عقب الانفجار، وشنت عملية تفتيش في المنازل القريبة من مكان الانفجار، كما حلقت طائرات استطلاع بمحيط المنطقة يرجح أنها تابعة للحرس الثوري. وخلال الأسابيع القليلة الماضية، انتشرت مجموعات تابعة للحرس الثوري في موقعين بريفي الرقة الشرقي والجنوبي الغربي. المدنيون يدفعون الأثمان توفيت يوم الخميس الماضي امرأة وطفلاها غرقاً في وادي الفيض شمال مدينة الرقة، وذلك بعد انزلاق سيارة يستقلونها في أحد الوديان بعد فيضانه بسبب الأمطار التي عمت المنطقة. ونجت بقية العائلة من الحادث، حيث تمكن زوج المرأة من انتشال ابنته الأخرى وهي حية، بينما انتشلت فرق الإنقاذ جثة الزوجة وابنتها،. وأوضحت مصادر محلية إن 4 أفراد من عائلة “حمد الزهر الحميدان” وهم الأم و 3 من اطفالها لقوا حتفهم غرقا في مياه السيول إثر فيضان وادي سيلي يسمى “وادي الفيض”، بينما نجا الوالد وإحدى بناته. وبعد انتشال جثث الأم وطفلين، فيما لم يعثر على الطفل المفقود قرب قرى “كبش” و”وويان” و”السلحبيات” شمال الرقة. كما توفيت أمرأة وطفلتها يوم الخميس في قرية “البو دبش” بناحية “الجرنية” غرب الرقة بعد انهيار منزلهم بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت ذلك اليوم، وأدت إلى تشكل السيول يومها وفيضان الأنهار والأودية خلال اليومين الماضيين. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.