الأحواز: بعد الإغراق.. إيران تزج بميلشيات عراقية ولبنانية هدفها التهجير والتغيير الديمغرافي
مرصد مينا- خاص قال ناشط محلي من إقليم الأحواز جنوبي إيران، أن السلطات الإيرانية بدأت مؤخراً بإدخال ميليشيات (الحشد الشعبي) و (حزب الله العراقي) و(عصائب أهل الحق) و(فاطميون) العراقية، فضلاً عن(حزب الله) اللبناني، إلى إقليمهم تمهيداً لمواجهة أي حركة احتجاجات لاحقة. وكانت الاحتجاجات قد اندلعت في إقليم ذا الغالبية العربية جنوبي إيران، في شباط/ فبراير المنصرم على خلفية أزمة السيول التي أغرقت قرى بأكملها في الإقليم وأدت لمقتل حوالي 80 شخصاً، فيما تجاوزت أضرار البنى التحتية ملايين الدولارات، بحسب إحصاءات أولية. وأضاف الناشط الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الحرس الثوري الإيراني بصدد انشاء معسكر ضخم داخل الأحواز، ليكون قاعدة لميليشيا الحشد الشعبي ولواء فاطميون في محاولة لإرهاب الأهالي هناك، وثنيهم عن التظاهر والاحتجاج في قادم الأيام كخطوة أولى، ومن ثم البدء بسلسلة ممارسات إجرامية لدفع الأهالي إلى الهجرة تمهيداً لمعملية تغيير ديمغرافي، داخل الإقليم العربي. ويتابع الناشط: أن أولى هذه الممارسات كانت التدمير المفتعل للسدود والسواتر الترابية التي كانت تحجز السيول عن كثير من مناطق الأحواز، والذي تقفه ورائه السلطات الإيرانية وعلى رأسها الحرس الثوري، ما أدى إلى تدفق المياه التي غمرت القرى والمنازل وأدت إلى تشرد الكثير من الناس. ويؤكد الناشط، أن شحنات المساعدات الدول العربية التي أرسلتها لإغاثة أهل الأحواز، لم تصل، فقد حولتها الحكومة الإيرانية من المطار وأرسلتها إلى ميليشيات تدعمها في سوريا، واستبدلت هذه المساعدات بكميات قليلة من المواد الفاسدة التي وصلت إلى الأحواز. ويؤكد سكان محليون لوسائل الإعلام، أن السلطات الإيرانية عمدت في الآونة الأخيرة وبعد أزمة السيول لإغراء بعض سكان القرى المتضررة والتي أخلاها سكانها بالكامل، بإعطائهم قروض مادية لبناء منازل في مناطق فارسية خارج الأحواز، ما يشير لنية تغيير التركيبة الديمغرافية للإقليم. وكان (التيار الوطني العربي الديمقراطي) الأحوازي قد نشر بياناً قبل أيام كشف فيه عن نوايا السلطات الإيرانية، حول إمعانها في زيادة معاناة المتضررين بل والتسبب في ضررهم، جاء فيه: “اجتاحت السيول المفتعلة العديد من مدننا وقرانا ودمرت الممتلكات وجرفت المزارع والأحشام”. وأضاف البيان: “قد حذر مراراً من تداعيات هذه المشاريع المدمرة ولقد سبق وشرحنا بإسهاب في بياناتنا وتقاريرنا السابقة خطورة هذه المشاريع على مستقبل شعبنا ووجوده.” وحول مخططات التغيير الديمغرافي من قبل النظام الإيراني، أشار البيان إلى أن “السياسات الاحتلالية للنظام الإيراني التي تستهدف تغيير التركيبة السكانية لصالح غير العرب في الأحواز”. ولا تزال أزمة السيول قائمة والتي أدت إلى الآن لإغراق أكثر من 70 بلدة وقرية داخل الأحواز، ولا تزال الاحتجاجات مستمرة من قبل الأهالي هناك وسط محاولة احتوائها من قبل النظام الإيراني حيناً وقمها في كثير من الأحيان، حيث عمدت السلطات لاعتقال الكثير من الشبان والنشطاء البارزين في الأحواز من المشاركين في الحراك. والجدير بالذكر أن الأحواز إقليم عربي، احتلته إيران عام 1925، والذي يحتوي موارد طبيعية غنية أهمها النفط والزراعة، ومنذ ذلك الحين يحاول الأحوازيون تحرير أنفسهم من قبضة السلطات الإيرانية، من خلال الاحتجاجات والمظاهرات والتي طالما عمد النظام الإيراني إلى قمعها. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.