خاص مينا.. ما وراء استقالة "باباجان" من العدالة والتنمية بتركيا؟
أعلن نائب رئيس وزراء تركيا السابق ووزير اقتصادها – إبان حكومة إردوغان “علي باباجان” اليوم الاثنين استقالته من حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب إردوغان بسبب ;laquo;خلافات عميقة;raquo; حول مسيرة الحزب.
وكانت أنباء واردة من تركيا تحدثت عن سعي دؤوب لعدد من الشخصيات السياسية الوازنة، ربما يتمخض عن تشكيل أحزاب جديدة أو حزبين تحديدا، في ضوء تراجع حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي تجلى في خسارته الانتخابات البلدية في إسطنبول وأنقرة وأنطاليا العواصم الاقتصادية والسياسية والسياحية على الترتيب – والتي تأكدت في الانتخابات المعادة على رئاسة بلدية إسطنبول.
وتقول تقارير إن باباجان يعتزم تأسيس حزب جديد بالتعاون مع “عبد الله غل” رئيس تركيا السابق وأحد الأعضاء المؤسسين للعدالة والتنمية الحاكم في تركيا ولكن باباجان كان ينتظر نتائج الانتخابات البلدية. وصرح “باباجان” مؤخرا: ” في ظل الظروف الحالية، تحتاج تركيا إلى رؤية جديدة تماماً لمستقبلها، هناك حاجة إلى تحليلات صحيحة في كل مجال، واستراتيجيات مطورة حديثاً وخطط وبرامج لبلادنا”.
باباجان الخبير الاقتصادي والعضو المؤسس للعدالة والتنمية كان محط أنظار الداخل والخارج في الفترة السابقة، وكانت تسريبات وردت عن عزمه تشكيل الحزب، وربما تأكدت هذه التسريبات باستقالته من العدالة والتنمية اليوم.
وأضاف باباجان في بيانه السابق: “صار محتماً بدء جهد جديد من أجل حاضر تركيا ومستقبلها، كثير من زملائي وأنا نشعر بمسؤولية عظيمة وتاريخية نحو هذا الجهد”. ووفقا لتقرير ترجمته ترك برس، يشير الصحفي التركي “صاري قايا” إلى أن باباجان وأصدقاءه لا يريدون الظهور بمظهر منشقين عن العدالة والتنمية ويتحركون بشكل متحفظ، وحتى فيما يتعلق باسم الحزب الجديد المزمع إنشاؤه ما زال غامضا.
يذكر أنه في فترة سابقة جرى تدول أخبار عن عزم “أحمد داود أوغلو” رئيس وزراء تركيا السابق تأسيس حزب جديد، لكن هذه التسريبات لم تثر مخاوفَ في أوساط العدالة والتنمية؛ إذ كانوا مطمئنين أن “أوغلو” ليس لديه هذه الحاضنة الشعبية؛ ولكن على خلفية التسريبات الأخيرة من اعتزام باباجان ورفاقه- يبدو أن مخاوفَ حصلت في صفوف الحزب الحاكم؛ إذ يعتقد حسب الصحفي “صاري قايا” أن هذا الحزب الجديد ربما يحصد مبدئيا 20% من أصوات الناخبين، وربما أكثر.
ويبدو أن باباجان وغل ليسا في عجلة من أمرهما، ولا يريدان الشروع في العمل مبكرا، بحسب “صاري قايا” لأنه لن تجرى انتخابات طوال أربع سنوات على الأرجح (حتى 2023 موعد الانتخابات العامة المقبلة)، ولأنهما لا يريدان أن يكونا مستهدفين من حزب العدالة والتنمية وزعيمه الرئيس إردوغان حتى موعد الانتخاب القادم.
وبحسب ترجمة أعدها مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن صحيفة Daily Mail البريطانية البارحة: “يعتزم باباجان، إلى جانب الرئيس السابق عبد الله غل، إطلاق حزب سياسي منافس هذا العام ، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر، في خطوة قد تؤدي إلى تقلص الدعم أكثر لإردوغان، بعد هزيمة انتخابية لاذعة في إسطنبول الشهر الماضي”.
يذكر أن باباجان حاصل على البكالوريوس في الهندسة الصناعية، وقد سافر إلى الولايات المتحدة بمنحة من مؤسسة فولبرايت لإكمال دراسته، وفي عام 1992 حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من معهد كيلوغ للإدارة في جامعة نورث في ولاية الينوي.
دخل السياسة في عام 2002 بوصفه أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية وعضو مجلس الإدارة فيه، ثم انتخب عضوا في مجلس النواب عن مدينة أنقرة في 3 نوفمبر 2002، وعين وزيراً للشؤون الاقتصادية في 18 نوفمبر 2002.
وكان أصغر عضو في مجلس الوزراء وعمره 35 سنة، وساهم في إصلاح الوضع الاقتصادي في تركيا محققاً الانتعاش الاقتصادي بعد سنتين من مباشرة عمله بعد سنوات من الأزمات الاقتصادية التي عانتها الدولة، وحاول دائماً الابتعاد عن الساحة السياسية والتركيز على الإصلاح الاقتصادي، وفي24 مايو 2005 أعلن رجب طيب أردوغان تعيينه في منصب كبير المفاوضين في محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.