تونس: المساجين يشاركون في الانتخابات
قررت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بتونس لاول مرة فتح باب التسجيل للانتخابات لعدد من السجناء، وذلك بالتنسيق مع وزارة العدل وقاضي تنفيذ العقوبات…ولاول مرة في تاريخ البلاد يشارك المساجين التونسيون في الانتخابات الرئاسية والتشريعية المزمع إجراؤها خلال أكتوبر ونوفمبر القادمين.
وقد فتحت الهيئة مكتب تسجيل للانتخابات في السجن المدني بصواف من ولاية زغوان، لتمكين المساجين من الانتخاب ببادرة من قاضي تنفيذ العقوبات .
الاتفاق مع ادارة السجون
في هذا الإطار قال عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عادل البرينصي، إن الهيئة درست المبادرة ووافقت عليها باعتبار أن العملية لا تكتسي أي إشكال قانوني ومعمول بها في عدة بلدان بالعالم.
وأشار إلى أن هذه المبادرة لا تشمل الأشخاص الصادرة في حقهم عقوبات تكميلية تمنعهم من حق الاقتراع أو المحرومين من حقوقهم السياسية والمدنية.
وبالنسبة الى المساجين الذين سيتمّ تسجيلهم للانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة، فهم من يقضون عقوبة سجنية تقل مدّتها عن 10 سنوات. وينص الفصل الخامس من المجلّة الجزائيّة، على أنّ جميع المساجين يتمتّعون مبدئيّا بكافة حقوقهم المدنيّة والسياسيّة بما فيها حقّ الإقتراع، إلا في حالتين إثنين تتعلق الأولى بالمحكومين بعقوبات تكميليّة، وتهم الثانية المسجونين من أجل جناية تفوق مدة عقوبتها 10 سنوات. وقد تمّ الإتفاق بين إدارة السجن المذكور وهيئة الانتخابات على تسهيل عملية التسجيل، وتمكين الهيئة من بطاقات تعريف المساجين قصد تسجيلهم للانتخابات المقبلة والتي سيستظهرون بها يوم الإقتراع.
ويدرج مراقبون هذه الخطوة في سياق التنافس الانتخابي الذي بات يسيطر على المشهد السياسي في البلاد..حيث انطلقت حمى الانتخابات قبل وقتها..ورغم أن القانون لا يمنع السجين من حقه في الاقتراع،لكن الاشكال يكمن في مدى توفر الظروف الأمنية اللوجستية لتعميم مكاتب الاقتراع في كل السجون…فالمسالة التنظيمية مهمة أكثر من تعبئة السجلات الانتخابية.
التسجيل
وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قد اعلنت أنها انطلقت في حملة تسجيل موسعة للانتخابات التشريعية والرئاسية 2019 بهدف حثّ أكبر عدد ممكن من التونسيين داخل الجمهورية وخارجها من غير المسجلين على التسجيل، على أن يغلق باب التسجيل يوم 4 جويلية 2019 بالنسبة للانتخابات الرئاسية 2019. كما أشارت الهيئة إلى أنه يمكن للتونسيين المقيمين بالخارج التسجيل داخل الوطن أو خارجه لدى مقرات البعثات الديبلوماسية والقنصليات ببلد الإقامة أو عبر موقع الواب.
وتسعى هيئة الانتخابات جاهدة إلى حث أكبر عدد ممكن من التونسيين على الاقبال على صناديق الاقتراع خاصة منهم الشباب الذين تبيّن أنهم في المحطات الانتخابية السابقة مقاطعون للحياة السياسية والشأن الانتخابي.
وقد عينت الهيئة 3 آلاف عون للتنقل للمعاهد والجامعات ومراكز التكوين المهني والمبيتات الجامعية والنوادي الرياضية والثقافية والأحياء الشعبية لتسجيل اكبر عدد ممكن من الشباب. كما وضعت عدة مشاريع منها مشروع تسجيل المراة الريفية والعملة والموظفين بالمؤسسات العمومية والخاصة والتجار واصحاب المهن الحرة إلى جانب التوعية والتحسيس بالفضاءات العمومية على غرار الشوارع الرئيسية والمعارض والتظاهرات.
واعدت برامج استثنائية تتمثّل في برامج تسجيل لفائدة دور المسنين والجمعيات والمعاهد الخاصة ولفائدة ذوي الحاجيات الخاصة والمكفوفين...وقد تم تخصيص حوالي 543 مكتب تسجيل قار و 3500 عون ميداني لتسجيل اكبر عدد ممكن من الناخبين.
مرصد الشرق الاوسط وشمال افريقيا الاعلامي