تظاهر 5000 إيراني تأييدا للعقوبات ضد الملالي
تعيش إيران حكومة وشعباً حرباً باردة تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، ضد برنامج إيران النووي وأطماعها في الوصول لقنبلة نووية، وتشير الأخبار الاجتماعية الواردة من إيران، أن البلد يعيش أزمة اجتماعية واقتصادية، وهي من آثار الحرب البارد التي تخوضها الحكومة للحفاظ على مصالحها، فباتت إيران اليوم محاصرة من الدول الكبرى خارجاً، ومن الجموع الجائعة التي ليس لها رغبة في خوض حرب تزيد من مأساتها.
لكن مايلفت الانتباه هو وجود قوة إيرانية ثالثة داعمة لقرارت العقوبات الدولية على إيران، باعتبارها المخلص للألم الإيراني الذي بدأ منذ انتصار الثورة الإيرانية على حكم الشاه في سبعينات القرن الماضي، تتخذ هذه القوة من أوربا مركزاً لها، وتتلقى دعماً سياسياً عالمياً.
فقد تظاهر في العاصمة السويدية استوكهولم 5000 معارض إيراني جاؤوا من كل أوربا، ليقولوا “لا لحكم الخميني”، دعا المتظاهرون الاتحاد الأوروبي إلى تبني سياسة حازمة وعقوبات شاملة على نظام الملالي، وإدراج قوات الحرس ووزارة المخابرات وبيت خامنئي على لائحة الإرهاب والاعتراف بحق الشعب الإيراني في المقاومة من أجل إسقاط نظام الملالي، استنكر المتظاهرون إقامة العلاقات مع نظام الملالي والترويج له مطالبين الحكومات الأوربية بمحاكمة ومعاقبة وطرد عناصر المخابرات وقوة القدس الإرهابية.
حضرت “مريم رجوي” رئيسة المقاومة الإيرانية في الخارج، التظاهرة وشجعت المتظاهرين على رفع صوتهم في الاعتراض على استمرار حكم إيران من قبل قوة أمنية، وقالت “رجوي”: “هؤلاء المتظاهرين يمثلون الصوت المدوّي المتواصل لمعاقل الانتفاضة وجيش التحرير الوطني الإيراني في أرجاء العالم، الذين نهضوا من أجل إنقاذ شعبهم من الكبت والتنكيل والفقر والظلم”.
وأضافت في حديثها لمؤيديها: “لقد ولّى عهد المهادنة والاسترضاء حيال النظام الفاشي الحاكم في إيران، والمقاومة وانتفاضة الشعب الإيراني، قد أوصلت النظام إلى نهاية الخط، ليس هناك أدنى مجال في قبول نظام الملالي بأقل شيئ ممكن من حقوق الإنسان، وحرية التعبير، والعدالة، والمساواة بين المرأة والرجل، والحكم الذاتي وحقوق الأقليات والقوميات، وأن سراب التحول والوهم بالإصلاح والاعتدال في هذا النظام والحوار البنّاء والنقدي معه لن يخدع أحدًا بعد الآن”.
وتحظى “رجوي” بدعم كبير من مؤيديها المنتشرين في أوربا، كما أنها تمكنت من الحصول على دعم سياسي ودبلوماسي عالمي، مكنها من إخراج مؤيدها من مخيمات العراق، إلى أوربا الشرقية، وإنشاء مخيمات لهم، أشبه بتجمعات حزبية لمعارضي النظام الإيراني.
ومنح مؤيدو “رجوي” لزعيمتهم لقب “رئيسة الجمهورية” في الإشارة إلى الدولة الموازية القائمة بأركانها خارج إيران، والساعية إلى الوصول لإعتراف دولي يمكنها من العودة لإيران، واستلام القيادة فيها، في حال تم التخلص من نظام الحكم الإيراني الحالي.
وتوجهت “رجوي” في هذه التظاهرة إلى الدول الأوربية، بعدة مطالب، فقالت: “يجب على أوروبا أن تتواكب مع مطالب الشعب الإيراني” داعية الاتحاد الأوربي الذي تتولى فنلندا رئاسته الدورية إلى إدراج الآليات الرئيسية للإرهاب والقمع وكبت الحريات المتمثلة في بيت خامنئي، وقوات الحرس ووزارة مخابرات الملالي على لائحة الإرهاب وفرض عقوبات شاملة عليهم ومحاكمة ومعاقبة عناصر النظام وطردهم والاعتراف بحق الشعب الإيراني في المقاومة من أجل إسقاط نظام الملالي وتحقيق الديمقراطية وسلطة جمهور الشعب.
كما طالبت “رجوي” الدول الاسكندينافية بالضغط على النظام الإيراني لفتح السجون وقبول هيأة تحقيق دولية، حضر التظاهرة شخصيات أوربية عدّة منهم؛ “راما ياد” وزيرة حقوق الإنسان الفرنسية السابقة، و”مکنوس اوسكارسون” عضو البرلمان السويدي، والسيناتور “لوتشو مالان” عضو مجلس الشيوخ الإيطالي، والسيناتور “جرالد ميشائيل هوركان” والسيناتور “جون بري” من إيرلندا، وشخصيات أخرى.
وقالت الوزيرة الفرنسية السابقة “راما ياد”: ” هؤلاء ليسوا فقط معارضة، إنهم بديل وانما بمثابة حكومة مستعدة لإنقاذ إيران من الدمار والخراب الذي جلبته الدكتاتورية الدينية للشعب الإيراني، وهم أناس نذروا كل حياتهم من أجل حرية شعبهم”، واعتبر السيناتور “لوتشي مالان” أن أوربا ما زالت تحاول استرضاء حكام إيران الذين باتوا على وشك السقوط.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الاعلامي