مناورات روسية- إيرانية في موقد هرمز
أينما وجدت آثار لمشاكل وتخريبات تعود إيران في الشرق الأوسط، ستوصلك الأدلة والنتائج في النهاية إلى المحرض الأساسي لها في كل صغيرة أو كبيرة، فروسيا هي من تدافع عن إيران رغم ما تخلفه إيران من دماء وتوتر، وتستخدمها كورقة مساومة وضغط وأداة لكسب المزيد من التوسع وكذلك منابع مالية واقتصادية جديدة في المنطقة، وما تفعله موسكو اليوم في مضيق هرمز، لا يختلف عم فعلته من قبل ذلك في سورية واليمن وليبيا وغيرهم.
من هناك، أي -روسيا- أعلن قائد القوة البحرية في الجيش الإيراني “الأميرال حسين خانزادي” أن بلاده وروسيا تخططان لتنفيذ مناورات عسكرية خلال فترة قريبة في مياه مضيق هرمز-المتوتر.
وفي تصريح لوكالة إرنا الرسمية الإيرانية، الاثنين، 29 تموز الحالي، قال “خانزادي”، إن الجانبين توصلا إلى اتفاق حول إجراء مناورات عسكرية بحرية في المحيط الهندي، معربا عن أمله في أن تجري حتى أواخر العام الحالي، وتأتي تصريحات قائد البحرية الإيراني خلال زيارته مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، ضمن احتفالات روسيا بـ “يوم الأسطول البحري”.
وأوضح “خانزادي” أن المناورات من المتوقع أن تشمل المياه الشمالية بالمحيط الهندي، بما في ذلك منطقة الخليج ومضيق هرمز.
التوترات في منطقة الخليج العربي بالشرق الأوسط تسجل الآن ارتفاعا متزايدا في هذه الفترة خاصة مع تعرض ناقلات نفط لهجمات متكررة في الاشهر الأخيرة من قبل إيران، وإعلان الاتحاد الأوروبي نيته إرسال سفن حربية إلى المضيق لحماية الأمن البحري المنطقة.
التوترات في هذه المنطقة كانت قد بدأت بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية منذ انسحاب الأخيرة من الاتفاق النووي الإيراني، في العام الماضي، وفرضها لعقوبات على الحكومة الايرانية.
ويأتي الإعلان عن المناورات المشتركة في الوقت الذي تعمل فيه كل من الولايات المتحدة وبريطانيا على إطلاق عمليتين منفصلتين “لضمان أمن الملاحة” في منطقة الخليج وخاصة مضيق هرمز.
وفق التصريحات التي أدلى بها “خانزادي” فأن الجانبين اتفقا على إجراء اجتماع مشترك للتخطيط لهذه المناورات قريباً.
وأعلن “خانزادي” في نفس التصريح، عن توقيع اتفاق تعاون عسكري بين هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية ووزارة الدفاع الروسية.
وبين القائد العسكري الإيراني، أن الهدف من توقيع الاتفاقية يكمن في تطوير التعاون العسكري الثنائي، قائلا: “هذه أول مرة يتم التوقيع على مثل هذه الاتفاقية، ويشكل إبرامها منعطفا في التعاون العسكري بين طهران وموسكو”.
كما ذكر قائد البحرية الإيرانية أن البلدين يجريان محادثات بشأن تعزيز التعاون الدفاعي بينهما في مياه بحر قزوين.
ويأتي الإعلان عن المناورات المشتركة في الوقت الذي تعمل فيه كل من الولايات المتحدة وبريطانيا على إطلاق عمليتين منفصلتين “لضمان أمن الملاحة” في منطقة الخليج وخاصة مضيق هرمز المتوتر، ويرى مراقبون للوضع في الخليج العربي، بأن المناورات الروسية الإيرانية، هي رسالة واضحة وصريحة للولايات المتحدة الأمريكية غريمة روسيا في التفرد بحكم العالم، ولأوربا الجار الند لروسيا اليوم ذات الحلم القيصري.
وعبّر الإعلام الرسمي الإيراني عن اعتداده وفرحة بالتعاون العسكري الروسي الإيراني المرتقب، والذي سيُخرج إيران من عزلتها الدولية، ويُوجد لها حليف قوي في محنتها.
وبلغ الفرح الإيراني درجة عنونة خبر زيارة قائد القوة البحرية في الجيش الإيراني لروسيا، من قبل وكالة فارس الرسمية ” قائد بحرية الجيش الايراني يتفقد الاسطول البحري الروسي+ صور” ونشرت الوكالة 6 صور من زيارة “خانزادي” لروسيا في يوم عيد أسطولها البحري.
وتتنازع الدولتان اللتان أبرمتا عقوداً عسكرية مشتركة، واتفقتا على إجراء مناورات عسكرية في هرمز المتوتر، لكسر الإرداة الأمريكية، على مناطق نفوذ وثروة في سوريا.
ففي نفس الوقت الذي تتفق فيه روسيا مع إيران شكلياً، وقعت روسيا أيضاً عقوداً مع إسرائيل لكبح الجماح الإيراني على المناطق الحدودية مع الجولان السوري المحتل، وبضوء روسي تقصف إسرائيل بلا هوادة أهدافاً إيرانية ذات ثقل في الحرب السوري، كما تسعى إسرائيل لبتر ذراع إيران في سورية “حزب الله” حيث اغتالات الدولة المحتلة لفلسطين وللجولان السوري، قادة كبار من حزب الله على الأراضي السورية وبعمليات دقيقة.
كما أن هناك معركة روسية إيرانية، ميدانها القصر الرئاسي في المهاجرين الراقي وسط العاصمة دمشق، حيث مركز صنع القرار، ومقر الاجتماعات الرفيعة المستوى، ويسعى الطرفان إلى تثبيت وإنفاذ قراره في قصر المهاجرين عبر شخصيات محسوبة على الطرفين.
وفي نزال الشخصيات الأخير خسرت إيران، عندما تمكنت روسيا من عزل أسماء ظلت لسنوات طويلة مرعبة في الشارع السوري مثل “جميل حسن” الذي رفض الإملاءات الروسية عليه في تحجيم قدرات حزب الله على الحدود السورية مع الجولان السوري المحتمل بعمق 80 كم.
وكانت بريطانيا قد أعلنت في وقت سابق أنها سترسل سفينة حربية ثالثة إلى الخليج العربي، معتبرة أن هذه الخطوة لاعلاقة لها بالأزمة مع إيران، أو لزيادة التوتر في المنطقة، وفي بيان لوزارة الدفاع صدر سابقا جاء فيه أن “المملكة المتحدة تعيد النظر بشكل دوري بعدد قطعها البحرية في منطقة الخليج، ومن الممكن أحيانا أن تتواجد هذه السفن معا في الوقت ذاته، وهذه التحركات المقررة منذ زمن بعيدة لا تعكس تصعيداً في المنطقة، لكنها تأتي في إطار انتشار روتيني”.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي