كتلة تعمل في الخفاء ضد طرفي النزاع الليبي
في ظل معارك إثبات الوجود العنيفة التي تشهدها الساحة الليبية بين قائد الجيش الوطني الليبي “المشير خليفة حفتر”، وبين الجماعات الإسلامية التي يحاربها “حكومة الوفاق”، تبرز كتلة سياسية جديدة تعارض طرفي القتال على حد سواء، وتعبر نفسها بأنها “صوت ثالث” في ليبيا، وبحسب وسائل إعلامية بريطانية فإن الكتلة الثالثة تعمل على وقف الحرب الدائرة بين جميع الأطراف.
صحيفة “إندبندنت” البريطانية نشرت يوم أمس السبت تقريرا يكشف عن مجموعة سياسية جديدة في ليبا تحمل اسم “الجمعية من أجل التعاون المدني”، مبينة أن أعضاء الجمعية هم مناهضون للحرب في ليبيا بكافة أشكالها، ويخالفون السياسة التي يتبعها المشير “حفتر”، ويعارضون أيضا قوات الوفاق الوطني، ويعملون في مدن عديدة شرق ليبيا.
التقرير الذي نشرته الصحيفة يوضح أن أعضاء “الجمعية من أجل التعاون المدني”، يتواصلون عبر الإنترنت فيما بينهم، بهدف التقليل من المخاطر التي قد يتعرض لها أعضاء المجموعة ومؤيدوها، مثل الاحتجاز وغيره من قبل القوات التي تفرض سيطرتها على المناطق الليبية، مشيرة أن الجمعية تتواصل أيضا مع المواطنين الليبيين ممن يشاركونها الأفكار ذاتها، في مختلف المدن داخل ليبيا، وحتى خارجها.
وفي الحديث عن أعضاء الجمعية وطرق اتصالهم بين تقرير “إندبندنت” أن عددا من المحامين، والطلبة، والمهندسين والعمال قد انضموا لتلك الجمعية، ويعقدون اجتماعات سرية، ويسعون لنشر الأفكار التي تتبناها مجموعتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
ويعملون تحت شعار “الحرب ليست حلاً”، وخوفا على أنفسهم من المخاطر التي قد تلاحق أعضاءها لا تمتلك الشبكة أي موقع أو حتى صفحة رسمية على حساب فيس بوك، لأن القوات التي تحكم شرق ليبيا وغربها تعمل على تضييق الخناق على وسائل الإعلام وحرية التعبير، ولهذا أكد المصدر أن النشطاء المناهضين للحرب في ليبيا يعانون من الفرض الضئيلة لتحقيق رغباتهم.
ونشرت الصحيفة نقلا عن أحد منسقي المجموعة السياسية المقيمين في تونس الناشط “أحمد شركسي” قوله: “نرفض حكم الميلشيات المسلحة على عاصمتنا طرابلس، ونعارض أيضا محاولة حفتر فرض دولة عسكرية، ونحن صوت ثالث”.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي