المهندسون السوريون.. جبهة جديدة بين النظام والمعارضة
نقلت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام السوري عن نقيب المهندسين السوريين “غياث القطيني”: “أن عدد المفصولين من النقابة نتيجة مواقفهم المعادية تجاه الدولة قليل لا يتجاوز 100 مهندس من أصل 143 ألفاً من دون المتقاعدين والبالغ عددهم 17 ألفاً، وإن التقرير الأخير للنقابة أكد أن الذين غادروا البلاد تجاوزت نسبتهم 10 بالمئة”.
محافظات سورية بأكملها، كانت قد أصيبت بالشلل الكامل بعد انتماء ابنائها إلى الثورة السورية ورفض العمل تحت راية النظام الذي دام حكمهم لأكثر من خمسة عقود بالحديد والنار.
ويقول “محمد أنيس” وهو مهندس سوري من محافظة ريف دمشق: “طبعاً ما كنت لأستمر في العمل مع نظام قاتل، قتل الأبرياء حتى من قبل اندلاع الثورة، لست نادماً على وظيفتي التي فصلت منها على الرغم من المبلغ الكبير الذي كانت تدره عليّ شهرياً، فالله دوماً يعوضك بالأفضل”.
ويؤكد محمد أن عدد زملائه المهندسين الذين تركوا سوريا ثائرين أكثر من 100 مهندس، مكذباً الرقم الذي تحدث عنه نقيب المهندسين لصحيفة الوطن الشبه رسمية في سوريا، فقال محمد في اتصال هاتفي خاص مع مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: ” لذين أعرفهم من زملائي المقربين تجاوزوا الـ 50 مهندس، فهل من المعقول أن أعرف نصف المهندسين المنشقين عن النقابة، هذا في منطقتي فقط، فما بالكم في المناطق الأخرى، فريف دمشق أكبر محافظة سورية، ناهيك عن فرع المدينة، وبقية الأفرع في باقي المحافظات”.
وطرح محمد سؤالاً “وهل يقصد السيد النقيب أن مهندسي إدلب ودير الزور مثلاً ما زالوا على رأس عملهم، أم أن أساميهم مسحت من السجل المدني، زميلي رئيس النقابة أنت كاذب”.
وهجر نظام الأسد جلّ أهالي ريف دمشق ودرعا وحمص وريف حمص إلى الشمال السوري، ناهيك عن أعداد كبيرة من المفقودين والمقتولين، غالبيتهم من حملة الشهادات.
ويرى “سامر الأحمد” مهندس مدني من محافظة القنيطرة قد انشق عن النقابة بشكل علني منذ عام 2012، أن رئيس النقابة يحاول تبيض صورة النظام، عبر امتداد الحاضنة الشعبية بين حملة الشهادات ومؤسسات الدولة، وخاصةً ان نقابة المهندسين من النقابات التي تدر أموالاً كبيرة على أعضائها العاملين، وتفيد الدولة في الحركة المالية، ناهيك عن دورها الأساسي في عملية إعادة الإعمار بعد نهاية الحرب.
فكما أن “القطيني” يريد أن يبيض وجه النظام فإن النظام يريد أن يحافظ على صورة النقابة الشريك الأول والأساسي في عملية إعادة الإعمار المرتقبة والتي ستدر أموالاً طائلة على الدولة المنهارة، بحسب ما يرى الأحمد.
وأسس المهندسون السوريون المنشقون عن نظام الأسد نقابة المهندسين الأحرار ولها فروع في جميع المحافظات السورية المحررة منها وغير المحررة، على أن نشاطها الأساسي يتمركز في محافظة إدلب المحررة.
وقال نقيب المهندسين السوريين الأحرار السابق “عماد الشيخ” في اتصال هاتفي مع مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن عدد المهندسين السوريين المنتسبين للنقابة بلغ في المناطق السورية المحررة فقط ما يقارب الـ 1000 مهندس من كافة الاختصاصات، واعتبر “الشيخ” ان تصريحات القطيني مثيرة للضحك.
ويرى مهندسو سوريا الأحرار أن القطيني يعمد في هذا التصريح إلى إرسال رسالة للنظام القائم في دمشق مفادها “أني لكم خادم، لا تنسوني من مناصب أعلى” خاصة أنه صهر “حسن عبد العظيم” المعارض السوري الذي ينسب نفسه لمعارضة الداخل.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي