السودان يترقب ولادة حكومته الجديدة
ساعات حاسمة في تاريخ السودان الحديث، ينتظرها الملايين في داخل البلاد، إضافة إلى دول العالم، بعد أن نجح المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير وغيرهم في بناء أرضية مشتركة، ساهمت في إحداث نقلة نوعية في السودان بعد انتهاء حقبة الرئيس المخلوع “عمر البشير”.
فمن المتوقع أن يعلن رئيس الوزراء السوداني “عبد الله حمدوك” مساء اليوم الأربعاء، عن حكومته الجديدة، التي يأمل السودانيون أن تجلب لهم الحكومة الجديدة الاستقرار بعد شهور من التوتر الذي أخافهم من حرب أهلية.
يذكر أنه من أبرز الأسماء المرشحة لتولي مناصب في حكومة “حمدوك” هي: د. إبراهيم البدوي لوزارة المالية، وحسن بشير، وعمر قمر الدين وعمر منيس ومحمد صديق للخارجية، ولوزارة الصناعة والتجارة كل من كوثر إسماعيل وعيسى الشاطر وكمال الدين الطيب، ولمجلس الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح وزينب عبد الرحمن.
وبدأ “حمدوك: بعد أن أدى الأربعاء -21 آب- اليمين الدستورية رئيساً لوزراء الحكومة الانتقالية الجديدة في السودان، بدأ لقاءات وصفها بـ”المشاورات الأولية” مع زعيم حزب الأمة، “الصادق المهدي” وقادة في قوى الحرية والتغيير في منزل المهدي.
وأكد رئيس الوزراء إنه بدأ مهمته في اختيار وزراء الحكومة الانتقالية، بحسب المعايير التي تم الإجماع عليها، وهي؛ الكفاءة والقدرة على إحداث التغيير، مع الوضع في الاعتبار القيم التي توافقت عليها قوى الثورة السودانية.
على الرغم من توقع إعلان أسماء الحكومة اليوم، إلا أنه من الممكن أن يتأخر الإعلان حتى ساعات متأخرة قد تطول لصباح يوم غد الخميس، خاصةً أن “حمدوك” تسلم قائمة الحرية والتغيير في وقت متأخر، كما أن لديه بعض التحفظات على أسماء وترشيحات معينة رفعت إليه.
وتشخص أعين السودانيين نحو “شكل وأسماء” الحكومة الوليدة، بعد عزل نظام عمر البشير الذي حكم البلاد لثلاثين عاماً، وكانت “الحرية والتغيير” حسمت أمر مرشحيها للحكومة الانتقالية بعد اجتماع استمر 19 ساعة، مشيرة إلى أنها اختارت مرشحين لـ 14 وزارة و4 مجالس.
ويراهن الكثير على نجاح أول تجربة قد تقود السودان إلى بر الديمقراطية، أو تضعه لعقود طويلة في دوامة الصراعات القبلية والعرقية، التي لن يدفع ثمنها سوى الشعب السوداني.
أما دولياً، فمن المتوقع أن تساهم ولادة الحكومة الجديدة، في إحداث استقرار سياسي للبلاد، إضافة إلى الاقتصادي والأمني، فيما ربطت الولايات المتحدة الأمريكية، رفع اسم “السودان” من قوائم الإرهاب، بتحقيق تقدم أكبر في مجال الحريات، حيث ربط مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكي رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بمدى التزام الحكومة السودانية الجديدة بملفات الحريات وحقوق الإنسان وترسيخ أسس الديمقراطية في البلاد.
من هو قائد المرحلة؟
مصير السودان، اليوم، يقع على عاتق “حمدوك” الذي سيدير الفترة الانتقالية، والممهدة لحالة استقرار دائم في البلاد.
حمدوك، الذي يشغل منصب رئيس وزراء الحكومة الانتقالية في السودان والأمين العام السابق للجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، عملَ كخبيرٍ اقتصادي وخبيرٍ في مجال إصلاح القطاع العام، والحوكمة، والاندماج الإقليمي وإدارة الموارد وإدارة الأنظمة الديمقراطية المساعدة الانتخابية.
وكان قد بدأَ عبد الله حمدوك مسيرته المهنيّة عام 1981 حينما انضمّ للعمل في وزارة المالية حتى 1987، غادرَ بعدها السودان واتجه إلى دولة زيمبابوي ليعملَ في شركة مستشارين خاصة حتى عام 1995 ومن ثم مستشارًا في منظمة العمل الدولية هناك حتى عام 1997، وعُين بعدها في بنك التنمية في ساحل العاج وبقي فيهِ لمدة تقارب الأربعة سنوات قبل أن ينضمّ للجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة في أديس أبابا في عدة مواقع حتى أصبحَ نائبًا للأمين التنفيذي، وفي الفترة من 2003 حتى 2008، عمل حمدوك في المعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة الانتخابية ثمّ شغل في وقتٍ لاحقٍ منصبَ كبير الاقتصاديين ونائب الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية لإفريقيا منذ عام 2011.
وبحلول عام 2016؛ عُيّن من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كقائمٍ بأعمال الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، وظهر اسم حمدوك في عام 2019 خلال الثورة السودانية التي خرجت ضد حكم الرئيس السابق عمر البشير وأطاحت به، واعتُبرَ أحد أبرز المرشحين لتولي رئاسة الوزراء في الفترة التي تلي تنازل المجلس العسكري بقيادة عبد الفتاح البرهان عن السلطة.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي