حكومة ظل في العراق.. من يديرها؟
تتابع الأحداث المحلية والدولية في العراق يظهر مدى التمدد الإيراني وخطورته الكبيرة، خاصة بما يتعلق بتغلغل طهران في الجوانب الدينية والرسمية والعسكرية، فيما أظهرت الغارات الإسرائيلية مدى سيطرة طهران على مراكز حيوية في البلاد، مستغلة الظروف الداخلية والخارجية التي طرأت على العراق بعد ظهور تنظيم الدولة، وظهور المعسكرات الدينية.
وفي تطور جديد في البلاد، كشف رئيس تيار الحكمة في العراق “عمار الحكيم” عن تشكيل حكومة ظل عراقية، تتولى ما اسماه تصحيح المسار السياسي والاقتصادي للبلاد وفق مصالح الشعب العراقي.
“الحكيم” في إعلانه الذي أثار الكثير من الجدل حول حقيقة من يحكم العراق، أشار إلى أن حكومة الظل ستشكلها “جبهة المعارضة الوطنية”، دون الكشف عن مصدر الصلاحيات التي ستتمتع بها تلك الحكومة أو مصدر شرعيتها.
في السياق ذاته، اعتبر معلقون على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات “الحكيم” مؤشراً على نفوذ رجال الدين الموالين لإيران الذي يمكنهم من تجاوز الحكومة الرسمية المنتخبة شعبياً، متسائلين عن الجهة الحقيقية التي تحكم العراق إن كانت داخلية أم خارجية، في إشارة إلى إيران.
إلى جانب ذلك، تسائل المعلقون عن الجهة التي منحت “الحكيم” صلاحية تشكيل حكومة ظل على الرغم من عدم امتلاكه أي صفة رسمية لذلك، سوى علاقاته مع إيران التي قالوا إنها الداعم الأكبر وربما الوحيد للمؤسسة الدينية التي تحكم البلاد عملياً منذ عام 2003 حتى اليوم.
من جهة أخرى، اعتبر بعض المعلقين أن تصريحات “الحكيم” تشير إلى حالة عدم رضى إيرانية من طريقة سير الأوضاع في العراق لا سيما بعد تعرض ميليشياتها لاستهداف متكرر خلال الفترة الماضية.
وأشارت المصادر، إلى أنها ليست المرة الأولى التي يشن فيها الموالون لإيران هجوماً على الحكومة العراقية وهياكلها، مذكرين بتصريحات قياديٍ في الحشد الشعبي المدعوم إيرانياً والتي دعى فيها مؤخراً إلى حل الجيش العراقي الذي وصفه بالمرتزقة، ونقل القيادة إلى ميليشيا الحشد.
يذكر أن “عمار الحكيم” كان قد قضى الفترة بين عامي 1979 حتى 2003 في إيران التي كان يقيم فيها مع والده “عبد العزيز الحكيم” الذي كان ملاحقاً من قبل السلطات العراقية إبان نظام صدام حسين.
كما درس في ثانويات العاصمة الإيرانية طهران، ثم أكمل دراسته الجامعية في الجامعة الإسلامية بمدينة قم وحاصل على شهادة القانون ويتقن اللغة العربية والفارسية، كما يعتبر من أكثر سياسي العراق الموالين لإيران والمتبنين لولاية الفقيه.
وفي وقت سابق، قال الباحث في الشؤون الإيرانية، “عمر عبد الستار” بتصريحات خاصة لـ “مرصد مينا” رأى أن القرارات التي اتخذتها الحكومة العراقية عقب استهداف المقرات العسكرية من قبل اسرائيل في تطبيق حظر طيران على الأجواء العراقية ستجعل سماء البلاد تحت قبضة إيران.
ومن الممكن أن ينسحب التحالف من سماء العراق، وأضاف أن هناك الكثير من التساؤلات، فإذا انسحبت أمريكا هل سينسحب التحالف الدولي، أو هل سيتشكل تحالف دولي جديد، أم سيبقى نفس التحالف.
الحكومة العراقية، من وجهة نظر عبد الستار، ستبقى ضعيفة مهما أصدرت بيانات، بحسب وجهة نظر “عبد الستار”، لكنها قد تستطيع بدعم دولي في حال ضعفت شوكة الحشد، أن تقاتل هذه المليشيات، وخاصة كتائب حزب الله، أو حتى على الأقل يدور صراع شيعي – شيعي، مثلما حصل بين السنة والقاعدة.
وتحدث قائلاً: هذه الموضوع متروك للمستقبل والأحداث القادمة، فهل فعلا ستكون الأجواء بيد إيران، وماذا سيكون الرد الرسمي من أمريكا أمام هذا المشهد، أنا سابقا قرأت عن جنرالات من أمريكا قالوا أننا سنقاتل المليشيات بحلفاء محليين ولن ننسحب.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي