مسلمو الهند بلا جنسية وحالة طوارئ منعاً لنجدتهم
يرى الهنود المسلمون أن بلدهم يهدف إلى تقليل نسبة المسلمين في الهند، وجعل المسلمين مواطنين من الدرجة الثانية، في البلد الذي شهد تاريخه خلافة إسلامية امتدت طيلة ثمان قرون، وأنتجت أجل تحفة معمارية في تاريخ البشرية، ما زالت الهند حتى اليوم يطرقها الزوار لأجل زيارة “تاج محل”، درة السياحة الهندية، التي بناها الأمير المسلم “ممتاز محل”.
أمر مرعب ألا تحصل على جنسية بلدك، وأنت لا تعرف بلداً سواه، هذا ما دفع مسلمي الهند ومناصريهم للخروج في احتجاجات منعتها السلطات الهندية، بفرض قانون الطوارئ.
فقد فرضت السلطات الهندية حالة الطوارئ وحظرت التجمعات الكبيرة في أجزاء من العاصمة نيودلهي، بعد إصابة 12 شرطيا في الاحتجاجات على قانون الجنسية المثير للجدل.
كما عطلت السلطات أيضا الإنترنت، واستخدمت القوة لوقف المسيرات، والاعتصامات، لكن المحتجين تعهدوا بمواصلة مقاومتهم للقانون، وكان المحتجون يخططون لتنظيم المزيد من المظاهرات اليوم الأربعاء في ولايات مختلفة، من بينها تاميل نادو، وكيرالا، وأندارا براديش، وغوجارات.
ولا يزال رئيس الوزراء “ناريندرا مودي”، لا يريد التراجع أمام الاحتجاجات، قائلاً، إن القانون لن يؤثر في الرعايا الهنود، ولكنه يهدف إلى حماية الهندوس، والسيخ، والأقليات الأخرى الموجودة في البلدان المجاورة ذات الأغلبية المسلمة.
ويبلغ عدد المسلمين في الهند نحو 200 مليون من مليار و393 ألف نسمة، لهذا يرى المعارضون لهذا القانون بأنه جزء من برنامج مودي الهندوسي الرامي إلى تهميش مسلمي الهند.
وقالت المحكمة العليا إنها سوف تنظر في مجموعة من العرائض المناهضة لقانون الجنسية الجديد الشهر المقبل، مع تزايد الغضب ضده، كما أبلغت المحكمة الحكومة الاتحادية بإعداد رد على تلك العرائض.
ولكن المحكمة، في الوقت نفسه، رفضت الاستماع إلى عريضة قدمت ضد تصرف الشرطة في جامعة دلهي الملية الإسلامية، حيث قيل إن أفرادا من الشرطة هاجموا الطلاب داخل الحرم الجامعي.
وأودت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في أرجاء الهند بحياة ستة أشخاص، في أعقاب تمرير تشريع يقضي بمنح الجنسية بدون تباطؤ للمهاجرين غير المسلمين الوافدين من ثلاثة بلدان مجاورة، هي باكستان وأفغانستان وبنغلاديش.
كما منعت الشرطة تجمع أكثر من أربعة أشخاص في بعض المناطق ذات الأغلبية المسلمة في مدينة دلهي الكبيرة، الواقعة شمال شرقي البلاد، بعد يوم من احتجاجات ضخمة هزت المدينة.