هروب كارل غصن
على نحو غير متوقع بالنسبة للسلطات اليابانية التي حكمت على رجل الأعمال اللبناني الأصل “كارل غصن” بالإقامة الجبرية فيها، مع تقييد شديد على كل تحركاته في المدينة التي كان يقطن بها في اليابان، خرج “غصن” في لبنان اليوم الثلاثاء ليقول أنه تعرض للظلم في اليابان.
وشغل غصن مدير عام تحالف “نيسان- رينو” في اليابان قبل أن يتم القبض عليه، وإنهاء مسيرة نجاحه المهنية على خلفية تهم وجهها إليه القضاء الياباني بارتكابه مخالفات مالية.
قال غصن في بيان أصدره اليوم الثلاثاء من مقر إقامته الجديد في لبنان: “أنا الآن في لبنان، لم أعد رهينة نظام قضائي ياباني متحيز، حيث يتم افتراض الذنب . . . لم أهرب من العدالة، لقد حررت نفسي من الظلم والاضطهاد السياسي. يمكنني أخيراً التواصل بحرية مع وسائل الإعلام، وهو ما سأقوم به بدءاً من الأسبوع المقبل”.
وأكد مصدر أمني لبناني رفض الكشف عن اسمه؛ إن “غصن وصل صباح أمس الاثنين إلى مطار بيروت”، كما أكد هذا الخبر أكثر من مصدر رسمي لبناني، لكن لم يشر أحد إلى كيفية مغاردة غصن اليابان، والذي كان يخضع فيها لرقابة مشددة، بعد أن صودرت جوازت سفره الثلاثة.
فقد قال أحد أفراد فريق الدفاع عن غصن، إن جوازات سفره الثلاثة في حيازة فريق المحامين ولم يكن يستطيع استخدام أي منها للفرار من اليابان، مضيفاً أن أفعال موكله “لا يمكن تبريرها”، نافياً عن نفسه أي علاقة وتواصل له مع غصن الآن.
وقالت وسائل إعلام يابانية من بينها شبكة NHK التلفزيونية اليابانية التي استنتجت أن المدير السابق لتحالف “نيسان- رينو” فر من طوكيو “بجواز سفر مزور”، مستندةً إلى ورود اسمه في لوائح وبيانات المسافرين من اليابان إلى الخارج في الأيام القليلة الماضية.
ومنذ اعتقاله في 19 تشرين الثاني2018 في طوكيو، ندد محاموه وعائلته بشدة بظروف احتجازه والمعاملة التي تعرض لها والطريقة التي يدير بها القضاء الياباني الإجراءات في قضيته، كما قالوا بأنه خضع لتقييد شديد في الحركة بعد خروجه من السجن بكفالة مالية وصلت لأكثر من تسعة ملايين دولار أمريكي.
وفي لبنان، نشر موقع “ليبانون ديبايت” الإخباري المحلي، أن الجهة التي قامت بتهريب غصن من اليابان هي “شبه عسكرية توازي شركات الأمن التي تعمل في مناطق الصراع . . . وتم تهريبه عبر وضعه في صندوق خشبي داخل طائرة، ومن ثَمَّ أكمل طريقه من تركيا إلى لبنان عبر طائرة خاصة”، كما ورد في الإعلام المحلي أيضاً، أن غصن دخل لبنان بجواز سفر فرنسي، وتم تهريبه بعملية استخبارية من اليابان، بواسطة شركة أمنية خاصة.