عنصرية وتهديد ضد المسلمين في تشيك
العنصرية ضد الأديان سمة يتسم بها عصرنا الحالي، فمن تطرف ضد المسيحيين و اليهود، إلى تطرف ضد المسلمين، وأوقعت العنصرية ضد الأديان السماوية في العام الماضي وحده العشرات في أماكن مختلفة من العالم، هذا بما يخص الحوادث الفردية دون أن يؤخذ بالحسبان الحروب والهجمات الإرهابية التي يتم شنها باسم الدين بشكل مباشر، أو تلك التي تخاض مستترة بستار الدين.
في دولة التشيك من أوروبا الشرقية، كتب مجهولون على جدران أحد المساجد في مدينة برونو ثاني أكبر مدينة في البلاد عبارات عنصرية ضد المسلمين، والدين الإسلامي، وعبارات تهديد بالقتل، وذلك وفقاً لما أفادت به الشرطة.
ولم يكتف المخربون بتلك العبارات العنصرية والمهددة بالقتل، بل عمدوا إلى تخريب واجهة المسجد بعبارات قالوا فيها: “لا تنشروا الإسلام في الجمهورية التشيكية.. وإلا سنقتلكم”.
وأكد المتحدث باسم الشرطة المحلية في مدينة برونو “بوهوميل مالاسيك” بأن: “قوات الأمن تحقق منذ ظهر الجمعة في قضية تخريب الأملاك”، مشيراً إلى أن عقوبة مرتكب هذا التصرف هي السجن سنة واحدة.
وصرح مدير الأوقاف الإسلامية في التشيك قائلاً “منيب حسن الراوي”: “إننا نأخذ هذا الأمر على محمل الجد، باعتباره تهديدا مباشراً”.
وأعرب الراوي عن تخوفه بعد التهديدات، مشددا على ضرورة النظر في الأمر في ضوء الاعتداءات التي طالت مساجد أخرى في العالم.
وكانت المملكة العربية السعودية قد أعربت في بداية العام الماضي، عن قلقها العميق من “خطابات عنصرية” تصدر رسميا في 12 دولة غربية، عقب مجزرة نيوزيلندا، مطالبة تلك الدول بإصدار قوانين تحد من العنصرية ضد المسلمين.
وجاء هذا التصريح في كلمة ألقاها رئيس قسم حقوق الإنسان في البعثة الدائمة للمملكة السعودية لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف “فهد المطيري”، في حلقة نقاش حول تخفيف حدة الشعبوية القومية المتصاعدة وآيديولوجيات التفوق العنصري المتطرفة ومحاربتها في مجلس حقوق الإنسان في دورته الـ 40 في مقر الأمم المتحدة.
وأعرب المطيري عن قلق السعودية من الخطابات والسياسات العنصرية والتساهل والمحاباة لها في بعض الدول، بينها أستراليا وآيسلاندا ونيوزيلندا وكندا وهولندا وبلجيكا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والنرويج والدنمارك والسويد، مشيراً إلى أن هناك من يصرح بهذه الخطابات المقيتة في بعض برلمانات هذه الدول، وسط ترحيب بحجة حرية الرأي والتعبير.
