على خطى “شيراك”.. ماكرون يراجع التاريخ

​قال الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” بأنه ينوي مراجعة التاريخ الفرنسي بما يتعلق بحقبة الاستعمار الفرنسي للجزائر، وذلك على خطى الرئيس الفرنسي الأسبق “جاك شيراك” عندما راجع تاريخ فرنسا بما يتعلق بالهولوكست، واعترف بدور بلاده في تهجير اليهود.

ويحظى “شيراك” الذي توفى قبل أشهر بشعبية كبيرة لدى الفرنسيين، لذلك يعتقد السياسيون الفرنسيون أن ماكرون يسير على خطى شيراك ويتبع أساليبه، وذلك في سباق بين اليمين المتطرف واليسار المعتدل في فرنسا.

فقد صرح الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، أنه يريد تسوية مسألة الذاكرة المتعلقة بفترة استعمار فرنسا للجزائر، مثلما فعل جاك شيراك بخصوص الهولوكوست وإقراره بمسؤولية فرنسا في ترحيل اليهود.

ونقلت موقع “لوفيغارو” الفرنسي الشهير، عن الرئيس “ماكرون” قوله؛ إن مواقفي “واضحة جداً بخصوص التحديات التي أواجهها والمتعلقة بالذاكرة . . . وحرب الجزائر بدون شك هي الأكثر مأساوية بينها، أعرف هذا الأمر منذ حملتي الانتخابية”.

وكان ماكرون وصف لدى زيارته للجزائر سنة 2017 الاستعمار الفرنسي للبلاد بـ “الجريمة ضد الانسانية” و”الهمجية الحقيقية”، ما أثار لغطاً كبيراً وقتها لدى تيار اليمين المتطرف الفرنسي خصوصاً.

وكان ماكرون في السابق قد رفض تقديم اعتذار عن جرائم فرنسا في القارة السمراء أثناء الفترة الاستعمارية، مؤكداً أن القاعدة بالنسبة إليه هي “عدم الإنكار وعدم تقديم اعتذار”.

وفي منتصف عام 2017 قال ماكرون عندما سألته شابة إفريقية عن الاستعمار الفرنسي للبلاد الإفريقية؛ “أعتقد أن ذلك يتم بترميم الذاكرة وهذه الشابة لم تعش الاستعمار، لذلك لا يمكنها بناء حياتها وعلاقتها مع الدولة التي تعيش فيها وهي بفرنسا بهذا الماضي الاستعماري . . . لن أقول أن فرنسا ستدفع تعويضات أو تعترف، سيكون ذلك سخيفاً”.