إيران المحاصرة غاضبة من أوروبا
تبدو إيران قد استجابت للدعوات الأوروبية بالعودة للنقاشات والمفاوضات والحوار مع الجانب الأوروبي الذي كان قد هدد قبل أسبوعين ببدء تفعيل آلية فض النزاع بعد رفع طهران سقف حدود تخصيبها لليورانيوم والالتزام بالاتفاق النووي الموقع سلفاً.
ومن مقتضيات التهديد الأوروبي ومعاني آلية فض النزاع، دخول أي طرف يعتقد أن الطرف المقابل (هنا إيران) قد أخل بالتزاماته، يتم اللجوء إلى عدة خطوات لتسوية المشكلة وصولاً للحركة الأخيرة ببحث الملف في مجلس الأمن وإمكانية فرض عقوبات دوليّة وإجراءات عقابية.
ورغم الجعجعة الإيرانية منذ إعلان أوروبا وبالتحديد الثلاثي الألماني الفرنسي البريطاني تفعيل آلية فض النزاع، ودعاوى الرد الجاد، حملت تصريحات المتحدث باسم خارجية إيران اليوم عن عدم تفعيل الأوروبيين لتلك الآلية بعد سماع توضيحات إيرانية، قبول إيران بما دعا له سابقاً وزير الخارجية الألماني ” هايكو ماس” الذي دعا حينها، إيران إلى المشاركة البناءة في عملية التفاوض التي تهدف إلى الحفاظ على الاتفاق والتوصل إلى حل دبلوماسي.
ووفقاً لبيانات رسمية إيرانية، تمهلت أوروبا في تفعيل قرار آلية فض النزاع؛ بعد أن وجه وزير الخارجية الإيراني ” محمد جواد ظريف ” رسالة من 14 صفحة إلى الممثل الأعلى للشؤون الخارجية الأوروبية ” جوسيب بوريل ” ناقش فيها الإشكالية مع الدول الأوروبية، حيث من المقرر أن يقوم ” بوريل ” بزيارة يلتقي فيها كبار المسؤولين الإيرانيين.
هذا ولا يمكن فصل التوترات الإقليمية والدوليّة في فهم التريث الأوروبي في تفعيل الآلية، فالخروج البريطاني من الاتحاد جعل أوروبا تتمهل حتى استقرار أوضاع ما بعد البريكست النهائي.
وأزمة الصين وفايروس كورونا وانعكاسه على الاقتصاد، حيث يمكن القول إن أوروبا لما تتراجع، لا سيما وأن الإعلان كان من جانب إيران فقط.