إله الملالي أم إله لناس؟
“يوم كان الشاه، كنا نشكو الشاه إلى الله.. يوم حكموا الملالي لمن نشكو الله؟”.. كان ذلك مقتطفًا من حوار مع كاتب مصري مع كاتب ايراني، وقد انتزعت سلطة الملالي صلاحيات الله، لينصّب كل منهم نفسه إله مكان الله، غير أن إيران المسلمة، قد هجرت الإسلام ما بعد استيلاء الخمينيين على السلطة في إيران، حتى باتت سلطاتهم تفوق أية سلطات بمن فيها سلطة النص القرآني، وهو أمر جعل الجمهور الإيراني يكفر بالإسلام إلى الحد الذي جعل ايران وبشهادة صحافتها، أن تتحول إلى ماخور بلا جدران تُمارس فيه كل ألوان “الرذيلة” تحت سمع وبصر ميلشيات “الفضيلة”!
الجزائري العفيف الاخضر، رسم شهادة بالغة الفصاحة عما آلت إليه إيران ما بعد سطو الملالي على الحكم فيها، ووفق شهادته (وهي شهادة بالغة الدقة)، فإن:
ـسائقي التاكسي في طهران يرفضون التوقف لنقل رجال الدين.
ـ منذ السنوات 1990 لم يعد اسما علي والحسين شائعين بين المواليد الجدد. فقد عُوضا باسمين وثنيين : داريوش [اسم لملوك الأسرة الإخمينية] وأراش [البطل الأسطوري الذي رسم حدود إيران بأربع حجرات رماها في الاتجاهات الأربعة]. محاربة لهذه العودة إلى الأسماء ما قبل الإسلامية، أصدرت الجمهورية الإسلامية قانوناً يمنع تسجيل الأسماء غير الإسلامية! تركت غالبية المؤمنين خاصة في المدن شعائر الإسلام.
ـ الجامع الذي كان يصلى فيه، في عهد الشاه، بين 3 و5 آلاف مصل لم يعد يصلي فيه إلا 15 صلاة الصبح و25 صلاة الظهر. ولأول مرة عرفت إيران ظاهرة الجوامع والمساجد الفارغة من المصلين.
ـ سنة 2000 كشف نائب رئيس بلدية طهران، حجة الإسلام علي زم، في تقرير البلدية السنوي أن 75% من الشعب و 86% من الطلبة تركوا الصلاة. رداً على هذا الترك الجماعي لـ”عماد الدين” رصدت الجمهورية الإسلامية شهر أكتوبر من كل عام للحث على الصلاة.
ـ في ختام ولايته، اعترف الرئيس خاتمي للسفير الألماني بأن نسبة من يصومون رمضان هي 2% فقط وكانت في عهد الشاه أكثر من 80%.
ـالمستشرقة الفرنسية ، مارتين غوزلان، أجرت تحقيقاً عن الثورة الإسلامية نشرته الأسبوعية الفرنسية “ماريان” عنوانه الفرعي “30 عاماً من الثورة الإسلامية: 30% من الملحدين”! النسبة هائلة في مجتمع إسلامي شبه تقليدي خاصة، إذا علمنا أن 25% فقط من الأوربيين يقولون أنهم لا دين لهم و6% فقط يقولون أنهم “ملحدون مقتنعون”. ألا يحق لرئيس “اتحاد الملحدين بفرنسا” أن يصرخ مبتهجاً: “مرحباً بالثورة الإسلامية حتى في فرنسا” حيث نسبة الملحدين أقل بكثير منها في الجمهورية الإسلامية!
تلك إيران الملالي، وذاك ما قدمته للإسلام، حتى بات (الإسلام) عبئًا ثقيلاً على الايرانيين، حتى كاد الناس أن يكفرون بالله وليس بالإسلام فحسب.
هي سلطة رجال الدين وقد صادروا الأرض والسماء، حتى بدت الثورة الإسلامية في إيران وكأنما هي انقضاض على الإسلام.
ويحكون عن حماية الإسلام!!