من “نكبة” إلى النكبات
اعتبر العرب على مدى عقود أن قيام دولة إسرائيل تساوي “نكبة”، وأطلق على يوم من السنة “يوم النكبة”.
لنسأل العرب، كل العرب اليوم، ما الذي تبقّى من النكبة الأولى؟
ـ ليس من نكبة تساوي النكبات السورية بدءًا من استيلاء البعث على السلطة وصولاً لاسترساله فيها نهبًا وعنفًا ومصادرة حقوق، وقطع ألسنة، ونزع أظافر وسجن يحلّ محل المشفى، ومقبرة لم تعد تتسع للضحايا.
ولنسأل الليبيين، وقد نكبوا بالقذافي على مدى اربعين سنة، ونكبتهم لم تقّل (نكبة) عن نكبة السوريين بفارق أن القذافي يهذي فيما آل الأسد يمارسون نكبتهم بوقار.
ولنسأل المصريين، وقد تحوّل نيلهم إلى (مجرور)، وحصادهم إلى يباس، والجوع يفتك بالناس.
ولنسأل اليمنيين، وقد باتوا بالغي السعادة ما بعد الاحتراب حتى بات القتل فضيلة، والموت على ناصية الشارع لايبعث حتى على الحزن.
ولنسأل الفلسطينيين ما الذي تساوية مجزرة دير ياسين بالقياس مع مجزرة صبرا وشاتيلا ومجزرة تل الزعتر، والمجزرة اليومية التي ترتكبها حماس والجهاد الإسلامي بالغزاويين وقد أحالت حياتهم إلى جحيم.
ولنسأل عرب المهاجر، ما الذي يتذكرونه من اوطانهم سوى الفساد والاستبداد وهدر الحقوق.
وبعده ما الذي تبقّى من النكبة الأم حتى يليق بها تسمية نكبة؟
لم يتبق ما يسمح لك بالقول النكبة الفلسطينية، ففلسطينيو 48 أعضاء في الكنيست الإسرائيلي، ومن حقهم رشق رئيس وزراء إسرائيل بالبيض الفاسد وباللغة الجارحة دون أن تطالهم المقصلة او السجون، وتعالوا نخيّرهم ما بين:
ـ غزة وحماس وبين الليكود وتل أبيب فما الذي سيختارونه؟
ما الذي تبقّى من النكبة الأم، وقد كانت جيوش (التحرير من النكبة)، جيوش نكبة على الناس وليس على إسرائيل، وبات اقتصاد (حربهم) حرب على لقمة خبز الناس وليس اقتصاد حرب على إسرائيل، اما أناشيدهم، فهي انبعاث لكل أشكال التلوث البيئي حتى تكاد أن تفتك بأوكسجين البلاد.
ـ السؤال:
ما الذي تبقّى من تلك النكبة؟
كل النكبات نكبات سواها لم تعد نكبة.