مصر تتأهب تحسبا لكافة “الاحتمالات” في ليبيا
مرصد مينا – مصر
أمام تراجعُ حُظوظ الحل السياسي في الأزمة الليبية، واتساع رُقعة التدخل العسكري في المنطقة، رفعت مصر درجة الاستنفار والتأهب تحسبا لأي طارئ، عبر خوض جُملة من المُناورات العسكرية الكُبرى في عرض البحر، حيث تم الكشف عن إجراء أحدث مناورة عسكرية مصرية، إضافة إلى تحريك عدة مُعدات عسكرية حديثة.
ودشن الجيش المصري، في الساعات الماضية، مُناورة عسكرية تحت عُنوان “حسم 2020″، حيث تم تنفيذ إصابة حقيقية لإحدى السفن، وإغراقها نهائياً, وتحقق التدمير بهد استهداف السفينة بواسطة صاروخ (سطح-سطح) من نوع هاربون، الذي يبلغُ مداه 130 كيلومترا، أطلقته إحدى القطع البحرية.
وشهدت المُناورة مُشاركة القُوات البحرية والجوية والقُوات الخاصة، ونُفذت على الحدود في الاتجاه الإستراتيجي الغربي، تخللتها ضربات جوية مُكثفة وإنزال مظلي، وإغارة للقوات الخاصة على أهداف على الشاطئ.
المتحدث العسكري باسم الجيش المصري، نشر أمس السبت، عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر مقطع فيديو كشف تفاصيل المناورة، إذ أظهر المقطع أن مرحلة من المناورة بدأت بضربات جوية مركزة عبر عدد من الطائرات الهجومية لـ”مراكز العدو”، تزامنا مع إنزال مظلي لتأمين “رأس الشاطئ”.
وبدأ المقطع بكلمات للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال فيها: “كونوا مستعدين لتنفيذ أي مهمة داخل حدودنا أو إذا تطلب الأمر خارج حدودنا”، ثم يضيف قائلا: “إذا كان يعتقد البعض أن يستطيع تجاوز الخط سرت الجفرة فهذا بالنسبة لنا خط أحمر”.
وتبعدُ منطقة سرت التي يعتبرها الرئيس المصري خطا أحمرا لا ينبغي تجاوزه بنحو ألف كيلومتر عن الحدود المصرية، وتتوسط المسافة بين عاصمة البلاد طرابلس وبنغازي على الساحل الليبي، وتضم أكبر مخزون للنفط في البلاد، وفي جنوبها تقع قاعدة الجفرة الجوية التي تُعتبر من أكبر القواعد الجوية الليبية، وتتميز ببنيتها التحتية القوية التي تم تحديثها، لكي تستوعب أحدث الأسلحة، كما تشكّل غرفة عمليات رئيسية لقوات الجيش الوطني الليبي.
في السياق نفسه قالت وسائل إعلام ليبية أن الجيش الوطني الليبي، رفع تأهب وحداته العسكرية للرد على أي هجوم يستهدف المنطقتين من طرف حُكومة الوفاق.
هذه التطورات دفعت القيادة العسكرية في مصر إلى تكثيف تحركاتها على الجبهتين الغربية والشرقية الشمالية التي تُعتبرُ مصدر التهديد الرئيسي خلال السنوات الأخيرة.
وأمام الجلسة التي عقدها مجلس الأمن، الأربعاء الماضي، قال وزير الخارجية المصري سامح شُكري، إن ليبيا تُمثل تهديدا خطيرا للاستقرار والأمن في جميع أنحاء المنطقة، مشيرا إلى أن الرؤى المُتناقضة لمستقبل ليبيا وتطلعات الهيمنة الإقليمية أدت إلى تعقيد جهود جعلها أمنة ومزدهرة.