دول الخليج تعرض دعماً مادياً على السودان لتنفيذ اتفاق السلام
مرصد مينا – السودان
قال نائب رئيس الحركة الشعبية – شمال، ياسر عرمان، إن اتفاق السلام الذي يطل على الأبواب من شأنه التمهيد لانطلاق مرحلة جديدة من الفترة الانتقالية، تعالج الأخطاء التي تمت في بداياتها وتمكن من إنجاز التحوّل الديمقراطي في السودان، بالتزامن مع طرح دول خليجية تقديم دعماً مالياً.
ويتوقع أن تتوصل الحكومة السودانية، وقوى الكفاح المسلح من حركة تحرير السودان – بقيادة مناوي والجبهة الثورية، التي تضم عدد من الحركات بينها الحركة الشعبية ذاتها التي بقيادة «مالك عقار»، إلى اتفاق سلام خلال الأسبوع الجاري، وفقًا لتأكيدات الأطراف المشاركة في العملية السلمية كافة.
وأفاد «عرمان» في تصريح لـ«سودان تربيون» أن العملية السلمية التي تشهد نهاياتها يجب تبث روح جديدة في الثورة السودانية على صعيد إنجاز مهام التحوّل الديمقراطي وعودة السودان الكاملة على المسرح الدولي والإقليمي.
وقال إنه بعد التوقيع المرتقب لاتفاقية السلام، ستبدأ مرحلة جديدة من الفترة الانتقالية، اذ يجب أن يستخدم اتفاق السلام بين الثورية والأطراف الأخرى للسلام لتأسيس جديد للفترة الانتقالية يسمح بمعالجة الأخطاء التي صاحبت الفترة الأولى من المرحلة الانتقالية.
كما يجب التوجه نحو دور أوسع لمجموعات كبيرة شاركت في الثورة، ولم تشارك في الحكومة تسمح بمعالجة قضايا النازحين واللاجئين وقضايا النساء وقضايا المقاومة وهناك فرصة جديدة لتجديد حيوية الفترة الانتقالية.
وشدد «عرمان» على ضرورة فتح المجال لمشاركة هذه القوى لمعالجة قضايا النازحين واللاجئين وقضايا النساء وقضايا قوى المقاومة، مشيراً إلى أن هناك فرصة جديدة لتجديد حيوية الفترة الانتقالية لإكمال مهام التحول الديمقراطي.
ويتواجد ياسر عرمان هذه الأيام في الخرطوم، التي وصل إليها نهاية الشهر الماضي برفقة كبار مفاوضي الجبهة الثورية، بغرض فك الجمود عن عملية التفاوض، إذ توصلوا إلى اتفاق مع الحكومة في كل القضايا الخلافية، عدا النقاط الخاصة بتمويل الاتفاق ونسب المشاركة في السلطة بإقليم دارفور.
وبالإضافة إلى ذلك، قال عرمان بأن الاتفاق المرتقب ينبغي أن يُخلق مناخا ايجابيا في البلاد لجذب الحركات المسلحة غير المنضوية في عملية التفاوض، بهدف إحلال السلام الشامل في أرجاء البلاد في مجرى هذا العام 2020.
دعم خليجي مرتقب
وكشف أنهم تلقوا وعوداً من دول الخليج بدعم المرحلة الثانية من الفترة الانتقالية، ودعم تنفيذ اتفاق السلام.
وقال: «نرحب بذلك ونسعى لإقامة علاقات مع بلدان الجوار العربي والأفريقي».
ووعدت كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية بتقديم دعم مشترك للسودان مقداره ثلاث مليار دولار، إلا أنهما توقفتا بعد تقديم مليار واحد للسودان في نهاية العام 2019.
وكرر «عرمان» دعواته لأن يتواكب العهد الجديد في البلاد مع إقامة علاقات وثيقة بين «دولتي السودان» واستعادة العلاقات بالكامل مع دولة جنوب السودان، ونعمل كبلدين أشقاء لخلق مناخ إقليمي جديد.
كما أبدى عن أمله في أن يسهم الاتفاق الوشيك في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مشيراً إلى أن الخطوة مهمة لاستقرار الفترة الانتقالية وإنجاز مهامها.
وأشار إلى أن التوصل إلى سلام سيفتح الطريق أمام تعيين حكام الولايات وإزالة تمكين النظام فيها، كما سيسهم في تكوين المجلس التشريعي.
وكان «عرمان» قد رأى أن وفد الحركات عزز من الثقة بين الجبهة الثورية والسُلطة الانتقالية. معلناً عزمهم العمل على إعادة تأسيس قوى الحرية والتغيير – وهي بمثابة الائتلاف الحاكم، لإضافة قيادة فاعلة فيها بمشاركة قوى الكفاح المسلح باعتبارهم أحد الأطراف المؤسسين لها، داعياً لإقامة مفوضية لأسر الشهداء في جميع انحاء السودان وقال ان زيارة الخرطوم عززت الثقة بينهم وبين مكونات الحكومة الانتقالية من مجلس سيادة ومجلس وزراء.