المخابرات الفرنسيّة تدخل على خط تشكيل الحكومة اللبنانية
مرصد مينا – لبنان
دخل مدير المخابرات الفرنسية الخارجيّة، برنار إيمييه، على خط المساعي الفرنسيّة لتشكيل حكومة جديدة في لبنان، كلّف بها السفير اللبناني في برلين، مصطفى أديب.
ونقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مسؤولين لبنانيين أن إيمييه على اتصال مع المسؤولين اللبنانيين بخصوص القضايا التي تمت مناقشتها خلال زيارة ماكرون.
وردا على سؤال عما إذا كان إيمييه يلعب دورا، قالت الرئاسة الفرنسية: “الرئيس يتولى المتابعة وكل من هم في الدولة يؤدون عملهم. ووزير الخارجية سيجري اتصالات”.
في السياق، قال مسؤول لبناني كبير، “نعم مدير المخابرات الفرنسية يتابع كل الملفات التي طرحها ماكرون خلال زيارته الأخيرة، وهو يتواصل لهذه الغاية مع الكثير من المسؤولين اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم ويتابعهم خطوة بخطوة ويحثهم على الإسراع بتنفيذ الإصلاحات”.
يذكر أن إيميه كان سفيرًا لفرنسا في لبنان بين عامي 2004 و2007، وهي فترة حسّاسة لبنانيًا وشهدت اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري، وخروج القوات السوريّة من لبنان ومن ثم عدوان تموز الإسرائيلي.
وبحسب ما قال دبلوماسيون لرويترز فإن إيميه لعب دورا مهما في إخراج القوات السورية من لبنان عام 2005 بعد أن دخلتها أثناء الحرب الأهلية عام 1976.
وإيميه واحد من عدة مسؤولين فرنسيين يتابعون الأمور مع الأفرقاء اللبنانيّين، وقالت المصادر إن من بين هؤلاء كبير المستشارين الدبلوماسيين لماكرون والسفير السابق لفرنسا في بيروت، إيمانويل بون، فيما يتصدر ماكرون الجهود الدولية للضغط على السياسيين اللبنانيين المتناحرين من أجل التصدي لأزمة يُنظر إليها على أنها أكبر تهديد لاستقرار لبنان منذ الحرب الأهلية، التي استمرت من عام 1975 إلى عام 1990.
وعلى الرغم من أن فرنسا، تتصدر الجهود الدبلوماسية في لبنان، فإن دولا أخرى لها نفوذ أيضا مثل إيران الداعمة لحزب الله.
وخلال زيارته لبيروت، قال ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، لصحيفة النهار إن الولايات المتحدة تثمن الجهود الفرنسية لكن هناك “اختلافات طفيفة” مع باريس، مثل أن “واشنطن لا تعتبر حزب الله تنظيما سياسيا مشروعا وترى أنه لا يميل للإصلاح”، بينما وصف ماكرون الجماعة بأنها طرف منتخب وجزء من النظام السياسي.
وتفاقمت الأزمة الناجمة عن الفساد وسوء الإدارة المستمرين منذ عقود سوءا بانفجار مرفأ بيروت يوم الرابع من آب/أغسطس، وهو ما أودى بحياة أكثر من 190 شخصا ودمر أجزاء كبيرة من العاصمة.
الرئيس الفرنسي وخلال زيارته للبنان يوم الثلاثاء، أمهل الساسة اللبنانيين حتى نهاية تشرين الأول/أكتوبر للبدء في تنفيذ الإصلاحات، محذّرًا من أنهم ربما يواجهون العقوبات إذا حال الفساد دون ذلك.