fbpx
أخر الأخبار

ليالي الأنس في فيينا وقد باتت موحشة

وكأنما سيحوّلون فيينا إلى ليال بلا “أنس”، وقد كانت أغنية ليالي الأنس في فيينا، من اكثر الأغاني التي التصقت بذاكرة الطرب العربي، حيث المدينة المسالمة، الهادئة، الممتدة في الثقافة والموسيقى والمتاحف، وقد غدت ملجأ للهاربين من الدكتاتوريات والنزاعات والحروب الأهلية خصوصًا القادمين من البلدان المسلمة.
العملية المنسوب إلى إسلاميين، والتي وقعت في فيينا أمس، تقول بأن مشروع الارهاب الإسلاموي سيتمدد ليجتاح أوروبا كل أوروبا ما بعد وقائع أحداث فرنسا أعقاب شارلي أبيدو وهو ما يطرح الكثير الكثير، لا على الحكومات الأوروبية والأحزاب الأوروبية، بل على اللاجئين والمقيمين من المسلمين المسالمين الذين يعيشون في هذه البلاد.
أن ينتقل العنف والتشدد من البلاد المسلمة الى البدان الأوروبية فهذه مسألة لن يقبلها الأوربيون، وبالنتيجة، لابد وأن تتحول المجتمعات الأوربية إما الى مجتمعات بوليسية لمواجهة العمليات الأوربية، وإما لنهوض قوى اليمين الاوروبي التي ستواجه التشدد بالتشدد، ما يستدعي التضييق على المهاجرين، دون تمييز ما بين مهاجر معركته انطلقت من النضال من أجل الديقواطية والحريات وحقوق الإنسان في بلاده، وبين مشتددون معركتهم وجلّ أهدافهم تركزت في تأبيد العنف والاستبداد ومصادرة الحريات وتحت راية الشريعة، وهي الشريعة التي اتسعت لمن لايعرفها، حتى تحوّلت إلى شريعة غاب.
واليوم.
ماذا على اللاجئين والمهاجرين من الإسلامين أن يفعلوا دفاعًا عن وجودهم في المكان وخياراتهم في الديمقراطية والحريات؟
سيكونون بلا ادنى شك مع الحريات، ولابد سينحازون لحكومات الدول التي حمتهم من مستبدي بلدانهم، ولكن كيف سيكون ذلك؟
للمجموعات المتشددة بنيتها ومرجعياتها ومالها السياسي، بل ولها دول داعمة أقله تركيا، فماذا للناس المسالمين، طلاّب الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان؟ ماذا لناس العلمانية والمدنية؟
واقعيًا لاشيء، سوى ظواهر فردية موزعة على بيوت متباعدة لايربطها تنظيم ولا مؤسسة ولا مرجعية موحدة، وبالتالي سيكونون مجرد نمور من ورق، وسط غيلان المتشددين الإسلاميين، وهو ضعف لم يكونوا مسؤولين عنه بمفردهم، ذلك أن الحكومات الأوروبية كانت مسؤولة إلى حد بعيد في تقوية ساعد االقوى المتشددة وأذرعها، وكان ذلك عبر السماح لهذه القوى بالتمدد عبر مؤسساتها وجمعياتها بل ومساجدها ودعاتها، هذا عداك عن المال االداعم لهذه المجموعات والذي لارقابة عليه، وإن وجدت فالطرق لتسريبها لاتحصى، والمجموعات المتشددة هي الأدرى بلعبة الاختراقات.

المتشددون االيوم يخوضون حرًبا شرسة بمواجهة الديمقراطيات والحريات، ضحاياها ليست الحكومات والمجتمعات الأوروبية فحسب.
هي حرب ستطال المسلمين في ملاجئهم أولاً.
هنا سيكون على ضحايا هجمات هذه المجموعات من المسلمين أولاً تنظيم أنفسهم بمواجهة الغيلان، كي يتحولون من نمور من ورق إلى حقيقة بمواجهة هؤلاء الغيلان.
ليالي فيينا اليوم خسرت أنسها وقد يكون القادم أعظم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى