بروفايل.. زعيم تنظيم حراس الدين.. سمير حجازي
مرصد مينا – وجوه
“فاروق السوري” أو “أبو همام الشامي”، الاسم الحقيقي “سمير حجازي”، سوري الجنسية، فيما تغيب بقية المعلومات المتعلقة بعمره ومكان ولادته ومستوى تعليمه، نتيجة حرصه الشديد على عدم كشفها.
هو الزعيم الحالي لجماعة “حراس الدين”، وأحد مؤسسي جبهة النصرة برفقة “أبوعمر الكردي”، و6 آخرين، تولى أواخر عام 2012 منصب القائد العسكري العام للجبهة حتى انتشار خبر مقتله في 2015، بتفجير غامض استهدف قياديين آخرين بريف إدلب، شمالي سوريا، لكن تبين فيما بعد أنه مازال على قيد الحياة.
أدرجت الولايات المتحدة اسم “حجازي” على لائحة قوائم الإرهاب، كما صعدت خلال الشهور القليلة الماضية من استهدافها للتنظيم الذي يتزعمه، حيث استهدفت الطائرات الأمريكية للمرة الأولى التنظيم في حزيران من العام 2019، وفي تشرين الأول الماضي أعلن الجيش الأمريكي، تصفية اثنين من قيادات التنظيم، من الجنسيتين المغربية والمصرية، بطائرة مسيرة، ليضاف الهجوم إلى هجمات أخرى أقل أهمية تعرض لها عناصر التنظيم، لتعود وتعلن قبل أيام عن 15 مليون دولار كمكافأة لمن يدلي بمعلومات عن ثلاثة من قادته بينهم “الحجازي”.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤول أمريكي في مكافحة الإرهاب لم تذكر اسمه قوله: إن هناك “حملة سرية لتدمير قيادة الجماعة” التي يتزعمها “الحجازي”، من دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.
بدأ الحجازي مسيرته في التشدد عام 1998 عندما سافر إلى أفغانستان ، وبايع زعيم تنظيم “القاعدة” السابق “أسامة بن لادن” مصافحة، حيث عينه الأخير مسؤولًا للسوريين في أفغانستان، ليشارك بعدها في الكثير من معارك القاعدة هناك.
قبل سقوط العاصمة بغداد بيد القوات الأمريكية عام 2003، أرسله “بن لادن”، إلى العراق في مهمة خاصة، وبقي فيها لمدة 4 أشهر، اجتمع خلالها بقيادات تنظيم القاعدة هناك وعلى رأسهم “أبوحمزة المهاجر” و”أبومصعب الزرقاوي” اللذان قتلا في غارتين أمريكيتين منفصلتين قبل عام 2006.
اعتقلت السلطات العراقية الحجازي وسلمته للسلطات السورية التي احتجزته لعدة أشهر فقط.
في العام 2008، أوقفته السلطات اللبنانية، برفقة “أبوطلحة الدوسري” أثناء قدومهما من سوريا، وسُجن 5 سنوات في لبنان.
بعد خروجه من السجون اللبنانية عاد الحجازي الى سوريا وشكل جبهة النصرة، مع مجموعة من رفاقه.
تقارير إعلامية كانت قالت إن الحجازي كان الرجل الثاني في الجبهة، لكن مصادر مطلعة على التنظيمات الجهادية أكدت سابقا أنه كان الرجل الأول فعليا، في ظل تردد أمير التنظيم أبو “محمد الجولاني” في اتخاذ القرارات، مستندة إلى تشدد أبو همام، وقدرته على التخطيط العسكري، وعلى قيادة حلف له داخل مجلس الشورى من الشرعيين المؤيدين، في مقابل جناح الجولاني.
وبحسب المصادر ذاتها فإن الحجازي اكتسب تلك المهارات من تجربة تمتد على أكثر من 20 عاما في صلب التنظيمات المتشددة، جمع خلالها الخبرات العسكرية والقيادية من أفغانستان.
“جبهة النصرة” كانت وزعت السيرة الذاتية لقائدها العسكري العام قبل فترة طويلة، لتعرف عنه بُعيد تعيينه، قالت فيها إنه التحق في أفغانستان بمعسكر الغرباء الذي كان يديره “أبو مصعب السوري”، قبل أن ينتقل إلى قندهار، حيث شارك في دورات عسكرية في المطار أهلته لأن يكون قياديا عسكريا، ويشرف على تدريبات مقاتلين متشددين، قبل أن يعين أميرا على منطقة المطار في قندهار.
في مطلع العام 2018، أسس الحجازي تنظيم “حراس الدين” إثر اندماج سبع مجموعات متشددة في إدلب ومحيطها هي جيش الملاحم، جيش الساحل، جيش البادية، سرايا الساحل، سرايا كابل، جند الشريعة، وبحسب مصادر متابعة للحركات “الجهادية” انضمت إليها فيما بعد 10 تشكيلات أخرى كانت أغلبها تجمعات محلية صغيرة أو منشقة من فصائل أخرى تربطها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بتنظيم القاعدة.
وتزعم “حجازي” التنظيم فيما تولى قيادته العسكرية أبو همَّام الأردني. وشكل الأردنيان “سامي العريدي” و”أبو جليبيب الأردني” أبرز قادته الشرعيين، كما انضم إليه “أبو بصير البريطاني” و”أبو أنس السعودي” و”حسين الكردي” وأسماء أخرى معروفة في المشهد “الجهادي” ومعروفة بولائها لتنظيم القاعدة.