الدور الإسرائيلي في اغتيال العالم الإيراني.. تحوط وقلق واستعداد للأسوأ
مرصد مينا – هيئة التحرير
أثار اغتيال العالم النووي الإيراني “محسن فخري زاده” في عمق الأراضي الإيرانية، تساؤلات قوية حول الجهة التي قامت بعملية الاغتيال ومصلحتها بتلك العملية والآثار المترتبة على الاغتيال في ظل صمت رسمي من الأطراف المتهمة مع تظافر المؤشرات والدوافع حول اتهام جهة معينة بعينها بالقيام بتلك الخطوة والمقصود هنا إسرائيل التي قد تكون قامت بالعملية بتحريض أو رضا أمريكي.
ورغم تلك التقاطعات، يبقى إجماع المراقبين على جزئية رئيسية هي: اختراق عالي المستوى وعملية أمنية من الطراز الرفيع للجهة التي قامت بالاغتيال بعمق إيران وباستخدام تقنيات جديدة – بحسب التصريحات الإيرانية – ما يعكس مدى الضعف الأمني الإيراني رغم تبجح نظام الملالي واستعراضاته الفارغة وأذرعه العسكرية التي يستخدمها لتخريب دول الجوار فقط وقمع الشعب الإيراني وإسكات أي صوت يجرؤ على التفكير فقط بمعارضته..
النقطة الرئيسية هنا والتي تدعمها مؤشرات كثيرة، مسؤولية تل أبيب عن عملية الاغتيال وهي المتهمة الرئيسية – أي إسرائيل – بذلك الفعل بحسب مسؤولي نظام طهران الذين توعدوا بالرد القاسي – لم يقوموا به حتى الآن – بل اقتصروا على رفع نسب التخصيب لليورانيوم في المفاعلات النووية التي كان فخري زاده مسؤولًا عنها.
وإذا كانت أسباب متداخلة قد تعيق الرد الإيراني أو تؤجله لكنها لا تمنع احتمالية القيام بهكذا خطوة لحماية منظر إيران وملاليها أمام الحاضنة والحلفاء في ظل اهتزاز متكرر سيستمر لصورة دأبت دولة المرشد على تصديرها .. هذا ما تدركه إسرائيل وقياداتها الأمنية على الأقل فتأخذ بمختلف الاحتمالات خصوصًا مع الأذرع والمليشيات.
حاليًا، وفي ظل تسارع الأحداث الداخلية في إسرائيل والحديث عن انتخابات رابعة أواسط مارس آذار المقبل، تأهب عال في المؤسستان الأمنية والعسكرية في إسرائيل، واستعداد متواصل يستنزف من قواهما ويساهم بشكل أكبر في إضعاف قدرتهما على مواجهة الرد الإيراني.
أمريكا تؤكد
قبل أيام، أوضح مسؤول بالإدارة الأمريكية، غموض اغتيال فخري زاده، ليؤكد مسؤولية إسرائيل عن عملية اغتيال العالم النووي الإيراني.
وبحسب ما نقلته شبكة “C. C. N” الأمريكية، عن مصدرها الذي لم تسمه، قوله إنّ “فخري زاده كان أحد أهداف أسرائيل لمدة طويلة ماضية”.. إلا أن المسؤول امتنع عن تأكيد ما إذا قامت إسرائيل باطلاع الإدارة الأمريكية هذه المرة على العملية.
بالتوازي مع تلك التأكيدات، اعتبر “أبو الفضل عموئي” المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني، أن بصمات إسرائيل في عملية اغتيال فخري زاده “مشهودة وواضحة”.
تصريحات إيرانية، تزامنت مع نقل قناة “العالم” الإيرانية الناطقة بالعربية، عن مسؤول في طهران ـ لم يتم الكشف عن هويته ـ قوله إن “الأسلحة التي استخدمت في الهجوم الإرهابي (على فخري زاده) إسرائيلية الصنع ويمكن التحكم بها بالأقمار الصناعية”.
أمّا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وعبر تويتر، قال إن “هناك أدلة مهمة حول ضلوع إسرائيل في اغتيال فخري زاده”.
وبعد عملية الاغتيال، توعد الحرس الثوري الإيراني، بـ “انتقام قاس” من قاتلي العالم النووي متهمًا إسرائيل بالوقوف وراء عملية اغتياله..
نتائج مثمرة وغايات تحققت
بقيت الإدارات الإسرائيلية تؤكد استعدادها لمنع البرنامج النووي الإيراني بالقوة ومهما كان الثمن.. هذا ما يفسر لنا اهتمام اسرائيل القديم بـ “فخري زاده” ووضعه على قائمة الاغتيالات..
في تقرير صدر مؤخرًا عن “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب، أعده رئيس المعهد، عاموس يدلين، والباحث أساف أوريون، اعتبر أن اغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زاده، نال إحدى غاياته الإستراتيجية باستهداف البرنامج النووي الإيراني، لكن رد الفعل الإيراني على الاغتيال “لم يتضح بعد وقد يكون مرتفعًا”.
التقرير أوضح أن هناك غايتين أخريتين للاغتيال.. منها وضع مصاعب أمام عودة إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، إلى الاتفاق النووي، بالإضافة للتسبب بتصعيد واستفزاز ينتهي بهجوم أميركي ضد المواقع النووية الإيرانية، رغم ضألة هذا الاحتمال بحسب المعهد.. الذي أشار تقريره أن تحقيق تلك الغايتين مرتبط بشكل كبير برد الفعل الإيراني، وفي جميع الحالات هما غايتان بعيدتا الأمد، واحتمال تحققهما ضئيل”.
مؤشرات متداخلة
حاولت طهران تنفيذ هجمات ضد سفارتي إسرائيل في الهند وتايلاند، بعد اغتيال علماء نوويين إيرانيين وفق التقرير.
أما وزارة الدفاع الأمريكية التي لم تعقب على الاغتيال إلا أن مصادر استخباراتية أميركية “تطوعت بالإشارة إلى إسرائيل كمسؤولة” عن الاغتيال.. وهو ذات الموقف الإيراني
في حين أن إسرائيل رسميًا لم تعلق على الاغتيال، لكن رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، أعلن قبل فترة أنه “لا يستطيع قول كل شيء”.. ليرجح ذات التقرير أن المباركة الأمريكية حصلت بزيارة بومبيو الأخيرة لإسرائيل ولقائه نتنياهو هناك.
أما التقرير فيعترف ضمنًا بمسؤولية إسرائيل عن الاغتيال: “لقد تم توجيه توقيت الاغتيال، إذن من أجل استغلال الدعم من الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها، لاستباق وتحييد حواجز متوقعة أمام تنفيذها من جانب إدارة بايدن الجديدة، والتأثير على حيز مناورتها، وتقليص مخاطر رد هجومي كبير إيراني في الفترة القريبة. وذلك إثر تخوف في إيران من رد فعل هجومي كبير من جانب إدارة ترامب، وكذلك من خلال رغبة إيران بتسهيل استئناف الاتصالات مع إدارة بايدن”.
كما اعتبر التقرير أن تحميل إيران مسؤولية اغتيال فخري زادة على إسرائيل “حررت نفسها من ضرورة مهاجمة أهداف أميركية والمخاطرة برد فعل أميركي هائل”.
وعليه لم يستبعد التقرير إمكانية أن تقرر إيران استهداف شخصيات أو أهداف في إسرائيل والعالم، “إثر القيود على قدرتها باستهداف الأراضي الإسرائيلية من لبنان، سورية، العراق واليمن، وعواقب ذلك”.
أهمية الاغتيال
تعتبر عملية تصفية العالم النووي ليست هدفًا قائمًا بحد ذاته، لكن تصفية القائد الذي يمثله فخري زاده، هي الغاية الإسرائيلية الأعمق بحسب التقرير..
فاستهداف المجهود الإيراني النووي، الذي كان يقوده فخري زاده، “ليس بفقدان المعرفة العلمية بالضرورة، وإنما بسبب فقدان قيادة المشروع، الخبرة الإدارية والمقربة من المستوى السياسي الأعلى في إيران، وهذه هي سمات فخري زادة البارزة. وعليه قد يطيل رحيل فخري زاده مدة وصول للسلاح النووي، حين تقرر القيام بذاك”.
وبذلك انضم فخري زادة ينضم إلى مسؤولين – مثل سليماني والقائد العسكري لحزب الله، عماد مغنية – الذين ليس لهم بديل رغم تعيين آخرين مكانهم.
في مستوى ثانٍ، اعتبر الباحثان أنه قد يكون لاغتيال فخري زادة مفعول رادع تجاه علماء آخرين في البرنامج النووي في الحاضر والمستقبل، على خلفية اغتيالات سابقة، وبينها اغتيال نائب زعيم القاعدة، أبو محمد المصري، في طهران، في آب أغسطس الماضي، وأن هذا يعكس مدى الاختراق في إيران.
هنا أشار ذات المبحث أن “نتنياهو عازم على استغلال بقية ولاية ترامب من أجل دفع الإنجازات الأخيرة تحت رعايته، حتى لو كلف ذلك بدء العلاقات مع إدارة بادين بنفور. وعندما تهب رياح الانتخابات مرة أخرى في إسرائيل، ليس مستبعدا أن تؤثر اعتبارات سياسية أيضا على اختيار التوقيت الحالي لاغتيال فخري زادة”.
حيث أوضح التقرير أنه “عندما توجه إيران أنظارها إلى عهد بايدن، فإنها قد تعلق عملية الانتقام، رغم الدعوات المطالبة برد فعل فوري. وردود فعل إيرانية متوقعة، وليست في المجال العسكري، هي في مجال البرنامج النووي، بوضع أجهزة طرد مركزي متطورة في عدة مواقع للتخصيب، أو إعادة بناء مفاعل المياه الثقيلة أو الانسحاب من البروتوكول الآخر للوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
أخطار تهدد إسرائيل
تسببت عملية التصفية بارتفاع مستوى التهديدات الأمنية التي تعيشها إسرائيل في الفترة المفصلية الحالية في ظل تفاقم الأزمة السياسية الداخلية التي يعيشها نتنياهو والتي تنعكس بشكل مباشر على المؤسستين الأمنية والعسكرية.
فالحكومة الإسرائيلية تعيش حالة شلل منذ أشهر طويلة وستدخل إلى مرحلة جديدة من الشلل تفقدها القدرة ليس فقط على مواجهة فيروس كورونا وتداعياته الاقتصادية على إسرائيل والإسرائيليين إنما أيضا على الوضع الأمني.. بحسب تقارير مختصة أكدت أن وضع الحكومة لا يمكنها اتخاذ أي قرار، سواء كان سياسيًا أو أمنيًا وأي رد من إيران، في ظل هذا الوضع، من شأنه أن ينعكس على أي قرار يتخذ، سواء بالرد على إيران أو طبيعة الرد.
في توصية أمنية جديّة، لصانع القرار الإسرائيلي في ظل التهديدات الأمنية في مختلف المناطق الحدودية في اسرائيل بحيث باتت تل أبيب شبه محاصرة، جاء تقرير أمني يطالب أنه وإلى حين استقرار الإدارة الأميركية، يجب على إسرائيل البقاء على أهبة الاستعداد لاحتمالات رد إيراني على مقتل العالم النووي، محسن فخري زاده، وسط تخوف من أن تبقى إسرائيل وحيدة في مواجهة إيران.
لا يجب أن تهمل حالة الطوارئ الصحية القصوى لي تل أبيب، في أعقاب فشل مواجهة فيروس كورونا، والمتوقع أن تدخلها مرة ثانية إلى إغلاق كامل، خصوصا عشية الأعياد، في ظل توقعات موجة ثالثة من كورونا، رغم وصول التطعيمات المضادة لهذا الفيروس.
هذا الوضع الأخير أدخل العديد من القوات العسكرية إلى حجر ولم يتمكن الجيش حتى من إجراء التدريبات العسكرية لقوات الاحتياط، التي تشكل قاعدة أساسية للمشاركة العسكرية في أية مواجهة متوقعة.
تحذيرات وقلق
حذّر آخر بحث لمعهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، أشرف عليه “غال فينكل” أحد أبرز الباحثين في مجال الجيش والاستراتيجية والذي خدم سابقًا في وحدة المظليين بحسب ما نقلته عنه صفحة عرب 48.. من التساهل أمام وضعية إدارة التوتر “على نار هادئة”..
حيث أنه وبحسب الباحث فإن الوضع هذه المرة “كفيل بأن يتطور إلى حرب، مع احتمال الضرر للتصعيد على الجبهة الشمالية، أضعاف ما يشكله ضرر حماس، مع صعوبة أن يؤدي الوضع بإسرائيل وحزب الله إلى عدم السيطرة على التطورات لتتحول إلى معركة واسعة قد تشمل مختلف الجبهات”.
ففي موازاة الاحتياطات العسكرية التي اتخذتها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، انشغلت الأجهزة الأمنية وأمنيون سابقون في بحث وضعية إسرائيل في حال نفذت إيران تهديداتها بالانتقام.
حيث تشير التقديرات الإسرائيلية أن الرد قد يكون في الدرجة الأولى عند الحدود الشمالية، وتجاه سورية، تحديدًا. دون نسيان احتمالية استهداف ممثليات وسفارات إسرائيلية في الخارج بما في ذلك شخصيات بارزة.
هذا الوضع والخطر المتصاعد من جهة إيران استدعى تحذير أمنيين إلى التحذير من عدم التعامل بمنتهى الجدية مع تهديدات إيران، خلافا لما كان عليه الوضع بعد اغتيالات سابقة لشخصيات إيرانية ومن حزب الله، تلتها تهديدات لم تخرج إلى حيز التنفيذ.
حيث تبدو مؤشرات الجدية مع اضطرار إسرائيل إلى تحذير خبراء نوويين يعملون في مفاعل ديمونة ووضع حاويات اليورانيوم في حيفا في دائرة الخطر، فإن التوقعات الإسرائيلية بتنفيذ التهديدات هي أعلى بكثير عن السابق، وربما أيضًا بعمليات ذات نوعية خاصة.
شرعنة اغتيال العلماء
عمل تقرير ثانٍ لمعهد الأمن القومي أعده الباحثان شلومو بروم والدبلوماسي شمعون شطاين، على دراسة “توازن الفائدة والأثمان” لاغتيال فخري زادة.
اعتبر فيه الباحثان أنه في ميزان هدف وتوقيت وأثمان الاغتيال، “ثمة شك إذا كان الميزان إيجابيًا وأن الاغتيال يخدم بقدر كبير غاية استهداف البرنامج النووي الإيراني وإبطائه”.
اللافت أن الباحثين، اعتبرا في تقريرهما أنه “إذا كانت إسرائيل مسؤولة عن اغتيال فخري زادة، فإن القرار بتنفيذه اتخذ، على ما يبدو، بالتنسيق مع إدارة ترامب ومصادقتها” قبل شهرين من نهاية ولايتها.
لكنهما، أشارا إلى أنه من الجائز أن هذا التنسيق تم خلال زيارة بومبيو الأخيرة لإسرائيل، وأنه ربما “جرى تنسيق معين” مع دول خليجية حيث شددا على أن “التنسيق والمصادقة ضروريان لأن الولايات المتحدة ودول الخليج قد تدفع جزءًا من أثمان رد الفعل الإيراني المتوقع”.
كما لمحا أنه قد يكون هناك هدف سياسي للاغتيال، يتمثل بـ “تعزيز الدعم الداخلي في إسرائيل والولايات المتحدة لنتنياهو وترامب وسياستهما”.
وفيما يتعلق بتأثير الاغتيالات على الأجهزة التي قادها الذين تعرضوا للاغتيال، أكد بروم وشطاين على أن “هذه الاغتيالات لم تمس غالبا قدرات الأجهزة لفترة طويلة، وأحيانا حدث العكس”، وأنه “غالبا، يصعب الإشارة إلى إنجازات تتجاوز المستوى التكتيكي ولفترة محدودة”.
ليتوقع التقرير أن “الأثمان السياسية للاغتيال يتوقع أن تكون مرتفعة جدا، ومرتفعة أكثر إذا أدى الاغتيال إلى تورط الولايات المتحدة بحرب في المنطقة، رغم أن احتمالاتها ليست مرتفعة. والتنديدات الدولية الشديدة كانت متوقعة، لكن التنديدات الشديدة في الولايات المتحدة ولهجتها المتشددة من جانب مسؤولين مقربين من الحزب الديمقراطي غير مسبوقة.
في العمق.. حذر الباحثان في تقريرهما من رد فعل إيراني متوقع.. حيث “إذا كان قتل علماء نوويين إيرانيين شرعيًا، فإنه بالنسبة لكثيرين في العالم، قتل علماء نوويين إسرائيليين وأمثالهم، وكذلك ردود فعل عنيفة إيرانية أخرى، ستكون شرعية.. ورغم ذلك، فإن القيادة الإيرانية غالبًا حذرة ومدروسة، ومن الجائز جدًا أن إيران لن ترد ضد إسرائيل قبل بدء ولاية الإدارة الأميركية الجديدة، وربما لن ترد أبدا ضد الولايات المتحدة كي لا تُفسد احتمالات التوصل إلى حوار مع الإدارة الجديدة، ولكن يصعب رؤية إيران تتنازل في الفترة القريبة عن رد فعل ضد إسرائيل”.
لا عرقلة لنووي إيران
أضحى الإسرائيليون مقتنعين بأن اغتيال زاده لن يوقف المشروع النووي بحسب ما رصده تقرير لصحيفة “المجلة”.. وهذا جانب من الانتقادات التي وجهت لمتخذي القرار بتنفيذ هذا الاغتيال ومدى حاجته وضرورته.
حيث ترى تل أبيب إمكانية استئناف إيران لتطوير مشروعها النووي العسكري، وهو أمر يرى فيه إسرائيليون ضرورة لأن تعود تل أبيب إلى وضع الخطوط الحمراء، وتمنع أي خطوة جديدة لتطوير المشروع، بمختلف السبل المتوفرة.
إلا أن هناك جهات أمنية وسياسية لها رأي مخالف يستند إلى تحذير من مدى قدرة إسرائيل على تنفيذ عمليات ضد أهداف إيرانية، بما في ذلك تكرار عمليات اغتيال علماء إيرانيين وشخصيات بارزة.
فهناك من اعتبر أن القيادتين السياسية والعسكرية تعتقدان خطأ أنهما سينجحان في وجود شركاء إقليميين في الصراع مع إيران في المنطقة، إلى جانب “عدم استعداد الولايات المتحدة لاستخدام مواردها العسكرية لحماية إسرائيل عندما تريد مواجهة تهديدات توجه ضدها، حيث إن الرغبة الأميركية بتقليص تدخلها العسكري ستبقى عاليةً حتى في ظل إدارة بايدن”.
تحذر تلك الجهات من خيبة أمل بأن تبقى إسرائيل وحدها في مواجهة إيران، بعد ما اعتبره قياديون سياسيون وأمنيون بأن “زاده” بمثابة رسالة بأن إسرائيل هي صاحبة القرار والتنفيذ بكل ما يتعلق بمواجهة المشروع النووي.
وفق ما نقلته المجلة عن “سيما شاين”، التي عملت 17 عاما في وحدة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية الإٍسرائيلية، فإن الواقع في إيران ينافي التقديرات بأن المعارضين للنظام هم اليد العليا وتقول: “لا تبدو في السنة الأخيرة تغييرات في التوجهات الرئيسية التي تميز النشاط الإيراني. وعلى الرغم من الوضع الاقتصادي الصعب الذي تفاقم بسبب فيروس كورونا، فإن إيران تواصل مراكمة يورانيوم مخصب، وتخصيب اليورانيوم والدفع قدمًا بتشغيل أجهزة طرد مركزية متطورة.. كل هذه الخطوات معًا تقلص وقت الانطلاق نحو قنبلة نووية، إذا قررت إيران السير في هذا المسار. وهي مصرّة، أيضًا، على مواصلة ترسيخ هيمنتها في المنطقة”.
إلا أن “شاين” طلبت من متخذي القرارات في إسرائيل إيجاد أفضل الطرق للتعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة، وبشكل سري “لضمان استمرار التعاون النوعي بين الدولتين.. من المرجح أنه ستكون واشنطن على استعداد للإصغاء ولكن بشرط أن تأتي تل أبيب إلى الحوار (نقية اليدين) دون نية بالعمل من خلف ظهرها”.