لقطع الطريق على بايدن.. حرب جنرلات تشنها روسيا ضد الإيرانيين في سوريا
مرصد مينا – سوريا
كشفت مصادر سورية لمرصد مينا، عن تعزيز القوات الروسية من انتشارها في محافظة دير الزور وريفها، لا سيما في مدينة البوكمال، على الحدود العراقية السورية، لافتةً إلى أن الجيش الروسي برر ذلك الانتشار بقرب شن عملية واسعة في البادية، لملاحقة فلول تنظيم داعش.
كما أشارت المصادر إلى أن التعزيزات الروسية، قابلها زيادة في انتشار عناصر تابعة للميليشيات الإيرانية في المنطقة، لافتةً إلى التحركات الروسية أثارت قلق الحرس الثوري الإيراني، من وجود نية روسية للحد من دور الميليشيات في تلك المنطقة الاستراتيجية بالنسبة للنفوذ الإيراني.
يذكر أن مدينة البوكمال تشكل مركز ثقل للميليشيات الإيرانية في سوريا، لا سيما وأنها عقدة وصل رئيسية بين الميليشيات في سوريا والعراق، حيث تسيطر على المدينة عدة ميليشيات رئيسية، هي فاطميون وزينبيون وميليشيات تابعة للحشد الشعبي العراقي، ما جعلها عرضةً للغارات الإسرائيلية خلال السنوات الأخيرة.
خطة على مستوى جنرالات
أبرز ما ميز التعزيزات العسكرية الروسية، بحسب ما أكدته المصادر، هو وجود ضباط روس كبار من رتبة جنرال، ضمن القوات التي اتجهت إلى دير الزور، لقيادة العمليات العسكرية هناك، مشيرةً إلى أن تلك التعزيزات تواجد فيها 10 جنرالات روس يرافقهم نحو 300 عنصر مسلح.
تعليقاً على التطورات الميدانية في البادية السورية، يوضح المحلل الاستراتيجي، “نضال العمر” أن الخارطة الميدانية السورية دخلت مرحلة جديدة، وأن الخطة الروسية باتت فعلياً تقوم على مد انتشار قوات النظام السوري في مناطق سيطرة الإيرانيين، بعد أن تمكنت من حصر وجود المعارضة في مناطق محددة من سوريا.
كما يشير “العمر” إلى أن روسيا بدأت فعلياً بإعادة تشكيل قوات النظام السوري العسكرية، لكن بشكل تدريجي، من خلال الفيلق الخامس وألويته المدعومة من روسيا، وهي ما ستشكل نواة القوة التابعة بشكل كامل للروس، والتي سيعتمدون عليها في الحد من الانتشار الإيراني.
أما عم لجوء روسيا إلى إرسال جنرالات إلى مدينة دير الزور، فيلفت “العمر” إلى أنها رسالة للإيرانيين بمدى جدية روسيا في خطواتها، بالإضافة إلى منع ايران من استهداف القوات الروسية هناك، موضحاً: “وجود ضباط على مستوى جنرالات سيصعب الامور على الإيرانيين ويحد من ألاعيبهم الميدانية، خاصةً وأن أي ضرر يلحق بأحد الجنرالات الروس هناك سيفتح باب جهنم الروسية على الميليشيات.
تفاهمات بعيدة عن المصالح .. وضربات استباقية لبايدن
مسألة خروج الإيرانيين من سوريا، لا ترتبط وفقاً للمحلل السياسي “أحمد عبد الغني” بتضارب بقاء الميليشيات مع المصالح الروسية وحسب، وإنما في اتفاقيات والتزامات روسية تجاه إسرائيل، بضمان عدم وجود أي قوة إيرانية مسلحة على الأراضي السورية.
كما يوضح “عبد الغني” أن روسيا تدرك تماماً أن وجودها في سوريا خلال فترة وجود الرئيس الأمريكي المنتخب، “جو بايدن”، لن يكون كما كان الحال أيام إدارة “ترامب”، كاشفاً عن وجود قلق روسي من تبني الإدارة الجديدة لخيار إعادة تسليح المعارضة السورية ودعمها، ما يهدد كافة المكتسبات الروسية في سوريا.
إلى جانب ذلك، يعتبر “عبد الغني” أن الحد الروسي من النفوذ الإيراني في سوريا، وإعادة انتشار قوات النظام في المناطق المسيطر عليها إيرانياً، يمثل ضربة استباقية للرئيس “بايدن”، خاصةً وأن بعض التسريبات كانت قد أشارت إلى وجود خطة أمريكية لاستمرار الحرب في سوريا، في حال نجاح “بايدن”.
يشار إلى أن التسريبات، التي ظهرت إلى العلن، قبل اشهر قليلة من الانتخابات الأمريكية، قد كشفت عن توجه لدى “بايدن” والديمقراطيين نحو دعم المعارضة السورية المسلحة لاستعادة أجزاء من الأراضي التي سيطرت عليها روسيا سابقاً، مشيرةً إلى أن الحد من النفوذ الروسي في سوريا هو واحد من أولوليات “بايدن” في حال فوزه بالرئاسة.