وصفها ترامب بالمجنونة فطاردته حتى آخر أيام حكمه.. من هي نانسي بيلوسي؟
مرصد مينا – بروفايل
رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي” وُلدت في العام 1940 ، في مدينة “بالتيمور” أكبر مدن ولاية “ميريلاند” الأمريكية لعائلة من أصول إيطالية، حيث كانت الفتاة الوحيدة والأصغر بين سبعة أطفال، لوالديها.
عندما وُلدت نانسي، كان والدها “توماس داليساندرو” المنتمي للحزب الديمقراطي عضوًا في الكونغرس عن ولاية “ماريلاند”، وأصبح عمدة بالتيمور بعدها بسبع سنوات، أما والدتها “أنونشاتا إم”، فكانت ناشطة أيضًا في المجال السياسي، إذ نظمت النساء الديمقراطيات وعلمت ابنتها قيمة الشبكات الاجتماعية.
درست “نانسي” من معهد “نوتردام”، وهي مدرسة ثانوية كاثوليكية للبنات في بالتيمور، وفي عام 1962 تخرجت من كلية “ترينيتي” في واشنطن العاصمة بدرجة بكالوريوس الآداب في العلوم السياسية.
تدربت “بيلوسي” لدى السيناتور الديمقراطي “دانيال بروستر”، إلى جانب زعيم أغلبية مجلس النواب التالي “ستيني هوير”، خلال فترة الستينيات من القرن الماضي .
دخول عالم السياسة
اقتحمت “بيلوسي” عالم السياسة في سن مبكر، حتى قبل أن تنهي دراستها الجامعية، حيث ساعدت والدها في تنظيم حملته الانتخابية و حضرت خطاب “جون إف كينيدي”، الافتتاحي حين أدى اليمين الدستورية رئيسًا للولايات المتحدة في يناير عام 1961.
بعد انتقالها إلى “سان فرانسيسكو”، صادقت “بيلوسي” عضوَ الكونغرس عن الدائرة الخامسة فيليب بورتون، وبدأت بشق طريقها في السياسة من خلال الحزب الديمقراطي.
في عام 1976، انتُخبت نانسي عضوًا في اللجنة الوطنية الديمقراطية من ولاية كاليفورنيا، وهو المنصب الذي شغلته حتى عام 1996.
كما انتُخبت لمقعد حزبي عن شمال كاليفورنيا في يناير عام 1977، وبعد ذلك بأربع سنوات، اختيرت لرئاسة الحزب الديمقراطي في كاليفورنيا، وبقيت في منصبها حتى عام 1983.
بعد ذلك، شغلت “بيلوسي” منصب رئيس اللجنة المضيفة للمؤتمر الوطني لسان فرانسيسكو في عام 1984، ثم الرئاسة المالية للجنة الحملة الانتخابية لمجلس الشيوخ للحزب الديمقراطي من عام 1985 إلى عام 1986.
قيادة الديمقراطيين وترؤس مجلس النواب
قادت “بيلوسي” الديمقراطيين في مجلس النواب منذ عام 2003، إذ كانت أول سيدة تقود حزبًا في مجلس النواب، حيث عملت مرتين رئيسةً للأقلية الديمقراطية من عام 2003 حتى عام 2007 و عادت لتقود الديمقراطيين في عام 2011 حتى 2019، عندما كان الجمهوريون يتمتعون بالأغلبية.
عام 2007 انتخبت “بيلوسي” رئيسةً لمجلس النواب الأمريكي وبقيت رئيسة له حتى عام 2011، كما تم إعادة انتخابها عام 2019 وما زالت رئيسة لمجلس النواب الأمريكي حتى الوقت الحالي.
عُرف عن “بيلوسي” معارضتها للحرب الأمريكية على العراق وأيضًا لمحاولة إدارة الرئيس الأمريكي “جورج بوش” عام 2005 خصخصةَ الضمان الاجتماعي جزئيًا، حيث كانت حينها خلال فترة رئاستها الأولى، لعبت دورًا فعالًا في إصدار العديد من مشاريع القوانين الهامة، بما في ذلك قانون الرعاية الصحية الأمريكية، وقانون “دود–فرانك” لإصلاح وول ستريت وحماية المستهلك، وقانون إبطال لا تسأل ولا تقل، وقانون الانتعاش وإعادة الاستثمار الأمريكي لعام 2009، وقانون الإعفاء الضريبي لعام 2010.
فقدت “بيلوسي” منصب رئاسة مجلس النواب الأمريكي في شهر كانون الثاني\ يناير عام 2011، بعد أن فقد الحزب الديمقراطي سيطرته على المجلس في انتخابات عام 2010، ومع ذلك، احتفظت بدورها زعيمةً للحزب الديمقراطي في مجلس النواب، وعادت إلى دورها رئيسةً للأقلية في مجلس النواب.
رئيسة لمجلس النواب مرة ثانية
في انتخابات التجديد النصفي لعام 2018، استعاد الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب، حين انعقد المؤتمر 116 في 3 من كانون الثاني\ يناير عام 2019، حيث انتُخبت “بيلوسي” مرة أخرى رئيسة للمجلس، لتصبح بذلك أول رئيس سابق يعود إلى المنصب بعد “سام ريبورن” في عام 1955.
مع عودتها إلى المنصب ذاته عام 2019، كانت على رأس قائمة مسؤولياتها إدارة جملة من التحقيقات الموجهة ضد الرئيس “ترامب”.
الصحفية “إيلين بوفيتش”، التي كتبت سيرة حياة بيلوسي قالت عنها: “أخطأ الناس بالاستخفاف بقدرتها لسنوات طويلة. لا تراهن أبدا ضدها. ستكون بيلوسي دائما الأكثر عملا وأكثر تنظيما”.
وفي 24 من شهر أيلول\ سبتمبر عام 2019، أعلنت “بيلوسي” بدء جلسات الاستماع لعزل الرئيس “دونالد ترامب”.
تصعد الخلاف بين ترامب وبيلوسي مطلع أيلول الماضي ووصفها حينها بالمجنونة، في سياق أزمة كورونا” بسبب ذهابها إلى أحد صالونات تصفيف الشعر في سان فرانسيسكو من دون كمامة، حيث تحظر مثل هذه النشاطات في الأماكن المغلقة، بسبب وباء فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19”.
وفي تغريدة له على “توتير” قال ترامب إن “المجنونة نانسي بيلوسي تخاطر بسمعتها من أجل جعل أحد صالونات تصفيف الشعر يفتح، فيما الصالونات الأخرى مغلقة، ولا تضع كمامة، بينما هي تعطي الجميع دروساً بهذا الأمر طوال الوقت”.
أما في 10 من شهر كانون الثاني \يناير من العام الماضي 2020، أعلنت أنها ستنهي المأزق وأخطرت مجلس النواب بأنها سترسل بنود الاتهام إلى مجلس الشيوخ في الأسبوع التالي.
اسم “بيلوسي” أصبح حديث وسائل الإعلام بعد إثارتها لمحاولات الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بالتلاعب بنتائج الانتخابات القادمة، وذلك عن طريق تزوير حقائق حول منافسه المرتقب “جو بايدن” بمساعدة أوكرانية.
رد الدين..
منح أنصار ترامب باقتحامهم مبنى الكونغرس الفرصة لبيلوسي لرد الدين لترامب، إذ هددت بمسائلة ترامب للمرة الثانية ما لم يستقل على الفور وهي خطوة من المستبعد أن يقدم عليها، وطالبت من أعضاء المجلس إعداد مسودة تشريع يهدف إلى تفعيل التعديل الـ25 من الدستور الأمريكي والذي يسمح بعزل الرئيس إذا أصبح عاجزا عن القيام بوجباته الرسمية.
ولتفعيل هذا التعديل يتعين على مايك بنس نائب الرئيس وعلى أغلبية حكومة ترامب إعلانه غير قادر على أداء مهام الرئاسة.
ووفقا لمراقبين لا يزال احتمال عزل ترامب قبل الـ20 من يناير مستبعدا لسببين ألهما معارضة بنس حتى الآن لتفعيل التعديل الـ25 وثانيهما أن أي مساءلة في مجلس النواب ستفضي لمحاكمة في مجلس الشيوخ والذي تحتاج إدانة ترامب فيه إلى موافقة الثلثين وهو أمر صعب نظرا لامتلاك الجمهوريين الأغلبية فيه.
وأكد مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، أنه لا يستبعد أن يضطر إلى تفعيل التعديل الخامس والعشرين من الدستور لعزله.
ويسمح التعديل الخامس والعشرون لنائب الرئيس بأن يصبح “قائما بأعمال الرئيس”، حين يصبح الأخير عاجزا عن أداء مهامه، ويجري الآن مناقشة المادة التي تسمح لنائب الرئيس وأغلبية حكومية بأن يعلنوا أن الرئيس ترامب غير قادر على أداء مهامه الرئاسية.