لابتزاز اليمنين.. أزمة وقود مفتعلة في المناطق الخاضعة للحوثيين

مرصد مينا – اليمن

عمدت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران خلال الأيام القليلة الماضية الى افتعال أزمة محروقات في المناطق الخاضعة لسيطرتها، حيث أغلقت عشرات محطات بيع الوقود، وأخفت كميات كبيرة من المشتقات النفطية في مستودعات مخفية، لتعزيز السوق السوداء والضغط على الحكومة الشرعية.

مصادر يمنية أكدت أن الميليشيات أجبرت أصحاب محطات الوقود في العاصمة صنعاء على إفراغ خزانات المحروقات وبيع محتوياتها للميليشيات بأسعار مخفضة بحجة دعم المجهود الحربي للميليشيات من خلال تزويد آلياتها العسكرية بالوقود.

كما فرضت الميليشيات على أصحاب المحطات أغلاق أبوابها أمام المواطنين، بغية افتعال أزمة وقود من شأنها أن تفاقم إلى درجة كبيرة معاناتهم المعيشية والإنسانية والصحية وصولا إلى أوضاع كارثية.

وبحسب مصادر محلية في العاصمة صنعاء، فقد تزامن اغلاق المحطات وانقطاع الوقود من المحطات بانتشار جديد وغير مسبوق، للأسواق السوداء في مناطق صنعاء ، حيث انتشرت مئات من السيارات والحافلات العائدة للميليشيات، على أطراف الطرقات والشوارع لبيع مشتقات النفط بأسعار أعلى بكثير من أسعار محطات الوقود.

وأكد ناشطون يمنيون أن سعر صفيحة البنزين سعة 20 لترا وصل في السوق السوداء إلى أكثر من 14 ألف ريال، بينما كانت تبلغ تكلفتها قرابة الـ6 آلاف قبل أيام.

أما سعر الليتر الواحد من الديزل فقد بلغ 2500، بعد أن كان سعره 500 و المازوت 1500 ريال بعد ما كان يباع بـ200 ريال فقط.

يشار الى أن الجماعة الحوثية كانت أعلنت قبل أيام قليلة عن وصول عدة سفن نفطية إلى ميناء الحديدة ومن ثم إلى المناطق الخاضعة لقبضتها، بالإضافة إلى تدفق مقطورات الوقود باستمرار من مناطق سيطرة الحكومة الشرعية.

وفي التاسع والعشرين من شهر كانون الأول\ ديسمبر الماضي، أعلنت شركة النفط الخاضعة للجماعة في صنعاء عن وصول السفينة “ميورا” المحملة بكمية 14.299 طن من مادة البنزين، إلى ميناء الحديدة، في حين أعلنت الميليشيات قبله بثلاثة أيام، وبالتحديد في الـ25 من الشهر نفسه، عن وصول السفينة النفطية “باكستر” إلى غاطس ميناء الحديدة وعلى متنها 29 ألفاً و475 طناً من البنزين.

كما أعلنت الجماعة أيضا منتصف الشهر نفسه عن وصول السفينة “مليحة” وعلى متنها 4.922 طن من الديزل.

وقال خبراء يمنيون أن الميليشيات الحوثية افتعلت أزمة المحروقات لابتزاز اليمنيين وإجبارهم على شراء المحروقات بأسعار باهظة بغية دعم مجهودها الحربي ودفع رواتب عناصرها.

بالإضافة الى ذلك، تسعى الميليشيات لإنعاش السوق السوداء لإثراء التجار الذين ينتمون إليها من جهة، ومعاودة ابتزاز الحكومة الشرعية بغية التنصل من اتفاقية توريد رسوم المشتقات التي رعتها الأمم المتحدة من جهة ثانية، بحسب خبراء.

يذكر ان رئيس الحكومة اليمنية، “معين عبد الملك” ندد في وقت سابق بالابتزاز الحوثي، وطالب الأمم المتحدة باتخاذ موقف واضح تجاه استخدام الحوثيين للمواطنين والمتاجرة بمعاناتهم كذريعة للتنصل عن الآلية المتفق عليها وتسخير عائدات ضرائب النفط لصرف رواتب موظفي الدولة.

وأكد رئيس الوزراء في تصريحات رسمية أن افتعال الجماعة الانقلابية لأزمة المشتقات النفطية، والتنصل عن تطبيق الآلية المتفق عليها برعاية أممية، محاولة للعودة إلى تهريب الوقود الإيراني واستخدام العائدات لاستمرار تمويل حربها العبثية ضد الشعب اليمني، الذي تعمق معاناته الإنسانية بغرض تحقيق مكاسب سياسية.