“الفنان الذاكرة”.. الجزائر تودع عميد الموسيقيين “الشيخ الناموس”
مرصد مينا – الجزائر
توفي عميد الموسيقيين الجزائريين “محمد رشيدي” عن عمر ناهز 100 عام، بعد مسيرة فنية امتدت لأكثر من 80 عاماً، عرف خلالها بـ”الشيخ الناموس”.
وزارة الثقافة الجزائرية نعت الفنان “الشيخ محمد رشيدي”، وعبرت عن حزنها الشديد لرحيل الفنان المعروف باسم “الشيخ الناموس” بعد سنوات طويلة من العطاء وخدمة الفن الجزائري، اذ وصفته بـ”الفنان الذاكرة”.
وعاصر الفنان الراحل “الشيخ الناموس” عمالقة الفن الشعبي الجزائري منذ أربعينيات القرن الماضي الذين رحلوا منذ عدة سنوات، أبرزهم “محمد العنقي” و”عمر الزاهي” و”بوجمعة العنقيس”.
الفنان الجزائري الراحل “محمد رشيدي” دخل مجال الفن منذ صغره في ثلاثينيات القرن الماضي، ليترك إرثاً موسيقياً تجاوز عمره الـ80 عاماً ولم يسبقه فيها أي فنان جزائري آخر.
ولد الفنان محمد رشيدي في 14 مايو/أيار 1920 بالجزائر العاصمة، وكانت بداياته الفنية في سن الـ22 عاماً عازفاً على آلة “البانجو” مع فرقة فنان الشعبي الراحل “عبدالرحمن سريدك العنقاوي، ولقب بـ”شيخ البانجو”، لعشقه وإتقانه العزف على هذه الآلة الموسيقية.
والتقى في لبعام 1941، بالراحل “محمد العنقى” الذي كان من عمالقة الفن الشعبي الأصيل، وشكلت له فرصة أيضا للتقرب والتعرف على كبار الفن الشعبي الجزائري، وبعد 10 أعوام، التحق الشيخ الناموس” بفرقة الفنان الرحل “مزيان نور الدين” وبات معها موسيقياً محترفاً، وهي أوركسترا الموسيقى القبائلية الأمازيغية المعروفة باسم “إيلاك”، والتحق في العام ذاته بالإذاعة الجزائرية الرسمية كأحد أبرز وأقدم الموسيقيين بها.
بعد استقلال الجزائر في العام 1962، التحق الفنان “محمد رشيدي” بالفرقة الموسيقية لعملاق الفن الشعبي محمد العنقى والفنان مصطفى اسكندراني، والهاشمي القروابي وبوجمعة العنقيس وعمر العشاب.
وأنشأ الفنان الراحل أول مدرسة لتعليم العزف الموسيقي، كوّن بها أجيالا كثيرة من الموسيقيين.
وتميز “الشيخ الناموس” عن معاصريه بعزفه على آلة البانجو بطريقة مغايرة للمعايير الكلاسيكية المعتادة، حتى سمّيت هذه الطريقة بـ”الخلوي”.