ليتها صمتت ولم تصمد، وهذا اتحاد الصحفيين يستكمل المسخرة
خمسة عقود بكاملها، والصحافة السورية محاصرة أو مهاجرة، سجينة أو مدجنة، كتّابها على حد السكين، والمعتقلات تغصّ بهم، ومن لم يفن عمره من الصحفيين سجينًأ، أفناه بلا صوته، أو غُيّيب مجهول المصير، ليس ميتًا تقام له مراسم العزاء ليدفن كما يليق بالبشر، ولا حيًا لتنتظر أمه عودته.
لم يحدث أن طالب اتحاد الصحفيين بالافراج عن معتقل، أو طالب بكرامة صوت أو قلم، او وقف دقيقة صمت على روح شهيد قضى تحت أقدام وبساطير فروع النظام الأمنية.
بالأمس، كانت إطلالة للمستشارة الإعلامية لبشار الأسد، إطلالة لتفسّر مالا يفسّر من “خطاب القسم” فأضافت للثرثرة ثرثرة، وللفوازير فوازير، وللمهزلة مهزلة، فكانت ردة فعل الشارع على كل ضفتيه موالاة ومعارضة، غاضبة أو ساخرة، وكانت السخرية هي المشترك، من امرأة لا يليق بها سوى السخرية، ومن خطاب لا يحتمل السخرية بقدر ما يحتمل المسخرة، حتى ثمة من “جنود النظام” من كتب على صفحته في الفيس بوك:
ـ ليتك صمتي ولم تصمدي.
واستكمالاً للـ “المسخرة” أطلق اتحاد الصحفيين السوريين، الاتحاد الحكومي الرسمي الذي يمثل فرعًا استخباريًا (بلا صلاحيات استخبارية) بيانًا يستدعي التوقف عنده، مداريًا إسفافه بانتحال اسم “مجموعة من االإعلاميين السوريين”، ليضيف على مسخرة “الإطلاله” مسخرة، بما يقتضي القول:
ـ ليته صمت.
بلا تعليق لاحق، هذا نص بيانه:
بيان صادر عن مجموعة من الإعلاميين السوريين:
تابعنا باهتمام المقابلة التي اجرتها المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية #لوناالشبل على شاشة الإخبارية السورية يوم الأثنين الفائت، وما تلاها من سجالات كانت ساحتها وسائل التواصل. وفي الوقت الذي نحيي فيه إعلامنا الوطني والسيدة الشبل على هذا الحوار الذي اتسم بالعفوية، والعمق، وسقف مرتفع للحوار شهد به حتى وسائل الإعلام الدعائية فإننا نؤكد على ما يلي:
– نسجل تقديرنا للسيدة لونا الشبل على مواقفها الوطنية التي دفعت لأجلها الكثير في مواجهة أعتى هجمة إعلامية استهدفتها ليس قبل وبعد المقابلة فقط، بل منذ اختارت ضفة الوطن وأعلنت موقفها في بدايات الحرب الإرهابية على وطننا الحبيب
2- نقدر للسيدة لونا الشبل حرصها على الظهور دائماً على شاشات وطنية، واختيارها هذه الإطلالة الأخيرة على منبر إعلامي وطني رغم وجود الكثير من الخيارات الأخرى، وتأكيدها خلال نفيها لامتلاكها صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي أنها حين يجب أن تظهر فلن تظهر إلا على الإعلام الوطني، في تأكيد وترجمة منها على الدعم الكبير الذي أولاه السيد الرئيس لمؤسسة الإعلام الوطني بأكثر من مناسبة، وأكثر من لقاء.
– ندعو جميع الإعلاميين السوريين من مختلف الوسائل الإعلامية الرسمية والخاصة الذين وقفوا في اصعب سنوات الحرب بمواجهة أعتى مكنة إعلامية دعائية ونفسية للوقوف معاً والتصدي معاً بالكلمة والموقف والعمل الدؤوب لذلك الفعل الدعائي الممنهج القادم من الخارج، والذي يعمل في كل مناسبة للنفاد من ثقب ما إلى وعي السوريين، عبر نشر الزيف، وضخ الأخبار، وفبركة الصور والبيانات الكاذبة ومجهولة المصدر، وضخ الروايات والاتهامات، وإشاعة الفوضى والإساءة والتشهير اسلوب “تعبير عن الرأي” لهدف واحد وغاية واحدة هي تصوير الدولة الفاشلة والفاسدة بكل ما فيها ومن فيها، وبكل مؤسساتها، واهمها مؤسسة رئاسة الجمهورية، وذلك في محاولة أخيرة للنيل من هذه المناسبة بعد فشلهم في كل ما سبق. وإننا في كل ما يتعلق بهذه المعركة لسنا محايدين، ولن نكون..
– أخيرا، نعاهد السيد الرئيس بشار الأسد ان نكون عند ثقته التي اولانا إياها، والمحبة والتحية التي خصنا بها في كل مناسبة كنا فيها عند مستوى التحدي.. واخرها في تغطية الاستحقاق الدستوري، ونقل صوت الملايين من السوريين التي هدرت بالوطنية والانتماء داخل الوطن وخارجه..