نعم هي أمة واحدة تجمعها المفخخات
مامن دولتين عربيتين جارتين، إلا وبينهما حرب مفتوحة أو حرب مستترة أو استعدادًا لحرب موشكة:
ـ سوريا ـ العراق، وطوال حكم حافظ الأسد وصدام حسين، اشتغلتا على تبادل المتفجرات والأحزمة الناسفة، وتشغيل محركات كل منهما في بلد الآخر لإسقاط البلد بحجة إسقاط الإمام، وكان السبب المباشر في تلك الفترة التنافس على الزعامة ما ببين زعيمين.. زعامة ماذا؟
ـ زعامة الخراب.
ـ سوريا ـ لبنان، الأول يشتغل على ابتلاع الثاني، والثاني مصرف وممر الأول ورئته، والخرائط لم تصغها الطبيعة ما بين البلدين وإنما صيغت بالقلم والممحاة على أيدي سايكس ـ بيكو، فعملت أيدي كل من حكام البلدين على تخريب بلد الثاني وصولاً لانتصار الحكم السوري على (الأحكام) اللبنانية والنتيجة تحويل لبنان الى عهدة غازي كنعان.
ـ مصرـ السودان، وكان المصريون يرون في السودان “بواب العمارة”، فيما السودانيين يرون في مصر المركز الذي يأكل الأطراف، ولم يجمعهما النيل بقدراته العظيمة، فيما التقوا على تبادل المخخات.
ـ السعودية ـ اليمن، الأول يطمح لابتلاع الثاني، والثاني يشتغل على هزّ مداخل الأول، وصولاً للحرب الراهنة التي لن تنتج نصرًا ولن تعلم دروسًا من وقائع الخراب.
وأخيرًا المغرب والجزائر، الثاني يدعم الصحراويين وجبهة البوليساريو نو هزّ عرش المغرب، والأول يدعم القبائل وصولاً للانفصال، وتشتعل الحروب ما بينهما وصولاً لحريق الغابات.
وهكذا، لايجمع العربي بالعربي جامع واحد، والكل يحكي بالأمة الواحدة، لتكون:
ـ امة حرب الجار مع الجار، والدولة مع الدولة وتبادل المفخخات.. لا السوق يجمع، ولا اللغة تجمع، ولا الدين الواحد يكفي لإله واحد يجمع، فلكل إلهه على الأرض، والكل يسبّح بحمد لله في السماء.
أمم في أمة، متجاورة متناحرة، القريب فيها بعيد، والصديق فيها عدو، والزعيم فيها سجن، والمواطن فيها سجين، والحروب مستمرة ولا حرب رابحة.
سقطت بغداد، وقوات حافظ الأسد تزغرد لسقوطها في حفر الباطن.
وغرقت لبنان والعرب يتقاسمون خرابه.. خراب الحكومة وخراب المرفأ وتعطيل الدواء.
ووقعت مصر في نيلها فباتت على وشك الغرق، ولم تتوحد مصر مع السودان وصولا لفرض شرط واحد على صنبور النيل القادم من اثيوبيا.
كل ذلك يهون وأنت تسمع بالامة الواحدة، والأنكى من هذا وذاك رسالتها الخالة.
ـ رسالة ماذا؟
رسائل المخخات التي تتنقل من عاصمة لعاصمة لتنفجر تحت أقدانم العرب الحفاة.