بشار الأسد وقد بات “ملطًا”
الإيرانيون لايشترون الخاسر، ولا سواهم يشتريه، غير أن بشار الأسد يبيع الرابح، وابتدأ البيع منذ توليه السلطة عبر الخصخصة المجنونة التي لم تعتمد معيارًا في البيع سوى تحويل ممتلكات الدولة إلى ممتلكات للعصابة فتناول البيع قطاع الاتصالات والجامعات والقطاع الطبي، حتى وصل إلى بيع حديقة حلب الشهيرة لتتحول الى “مقهى” وكان شريكه وواجهته سليمان معروف قد وضع يده عليها.
آخر أخبار البيع، حملتها معلومات ساقها فراس طلاس، ابن الراحل مصطفى طلاس، وكان شريكًا للنظام ثم تحوّل عنه، أما معلومات فراس طلاس، فتفيد بأنه و”بالتنسيق بين وحدة المتابعة التابعة للقصر الجمهوري في دمشق من جهة وبين السفارة الإيرانية والحكومة الإيرانية من جهة أخرى، يجري تحويل أربعين منشأة صناعية تتبع للقطاع العام إلى ملكية الحكومة الإيرانية عبر شركات متعددة مملوكة إما للوزارات الإيرانية أو للحرس الثوري الإيراني، وهذا الأمر تم الاتفاق عليه منذ أكثر من عام”.
ماهي المنشآت التي صارت الى البيع؟
إنها، معمل جرارات السفيرة (الفرات)، معمل البرادات بردى سبينة، ومعمل الخشب المضغوط والكبريت وأقلام الرصاص في ريف دمشق (مدمر)، ومعمل إطارات أفاميا في حماه على طريق السلمية (متوقف عن العمل)، ومعمل تاميكو في المليحة ريف دمشق (مدمر) مع أرض تابعة له في أم الزيتون السويداء على طريق دمشق-السويداء، ومعمل البسكويت في عين التل حلب، ومعمل زيوت حلب بالليرمون، وشركة غراوي الغذائية، ومعمل كونسروة الميادين في دير الزور (مدمر)، ومعمل بيرة بردى في الهامة (مدمر، ووضعوا فقرة في التقرير للإيحاء أن الإيراني فرض تغير الصفة الاستثمارية التي هي الكحول)، ومعمل إسمنت دمّر (تم تغيير صفته الاستثمارية أيضاً)، ومنشأة حلب للإسمنت الإميانتي، ومعمل الشيخ سعيد في حلب، ومعمل حرير الدريكيش (حصراً بنفس النشاط ونفس الخطة أي تنمية الحرير في المنطقة)، ومعمل سجاد التل في حلب، ومعمل ورق دير الزور، وشركة مطاط وبلاستيك حلب، وشركة السيرومات في الزربة، ومقر تاميكو في ريف دمشق، وشركة الشهباء للغزل والنسيج في حلب، والشركة العربية للملابس الداخلية في عين التل حلب.
وفق طلاس فقد قامت وحدة المتابعة بتحضير قائمة من 71 منشأة وافق بشار على بيع أربعين منشأة منها فقط، والمنشآت التي استثناها هي التي تقع في مناطق الساحل السوري والغاب، إما لأنها للروس مستقبلاً، أو كي لا يثير حساسيات معينة.
المهم في هذا الموضوع أن هنالك لجان إيرانية أتت وبدأت بزيارة هذه المعامل، وأن لينا كناية وزوجها همام مسوتي يشرفان على هذا الأمر بالتنسيق الكامل مع الإيرانيين.
ولكي يثبت الإيرانيون أنهم هم من يسيطر على القرار الاقتصادي شيئاً فشيئاً في سوريا، يقوم السفير الإيراني بزيارات إلى المحافظات السورية، فزار حلب وحمص وطرطوس، وزار الغرفة الصناعية وغرفة التجارة في دمشق، لزرع الإطمئنان في قلوب الصناعيين ورجال الأعمال السوريين.
نعلم أن الأسد باع قرار البلد للإيرانيين منذ فترة طويلة، لكنه الآن بدأ يبيع البلد كلها، وهذا كله ولم نتكلم عن مئات آلاف الهكتارات في الجزيرة والغاب التي يتم نقل ملكيتها للشركات الإيرانية.
المحصلة أن الإيرانيين وكانوا قد وضعوا أيديهم على معظم أسواق دمشق التجارية كما حال الأسواق المتفرعة عن سوق الحميدية، كما وضعوا ايديهم على ممتلكات هائلة في دير الزور والرقة ودرعا والسويداء، يتابعون التهامهم للملكيات السورية بما فيها الملكيات الحكومية، فكان لهم أن استأثروا بـ “السلاح” وهاهم اليوم يستأثرون بالمال.
ـ ما الذي سيتقبى لبشار الأسد بعد أن يصبح السلاح إيراني وكذلك المال؟
السلطة هي هذا الثنائي:
ـ مال وسلاح.
ومن يتعرى منهما في الأنظمة الطغيانية يصبح “ملط”.
بشار الأسد وقد بات ” ملطًا”.