“افتراء وتشهير بالملك”.. الأردن يرد على “وثائق بانادورا السرية”
مرصد مينا- الأردن
رد الديوان الملكي الأردني، اليوم الاثنين، على “وثائق بانادورا السرية” بشأن العقارات المملوكة لعاهل البلاد الملك “عبد الله الثاني”، قائلا إنها تتضمن “مبالغات وافتراءات” ضمن “محاولة ممنهجة للتشهير” به وبسمعة المملكة.
وفي بيان للرد على الوثائق التي كشفت عنها شبكة “بي بي سي” البريطانية، في تحقيق مشترك مع صحيفة “الغارديان” وشركاء إعلاميين آخرين، اعتبر الديوان أن بعض تلك الوثائق “احتوى معلومات غير دقيقة، وتم توظيف بعض المعلومات الأخرى بشكل مغلوط شوه الحقيقة وقدم مبالغات وتفسيرات غير صحيحة لها”.
يشار إلى أن الوثائق التي تشمل مزاعم بشأن ثروات حوالي 35 من قادة العالم الحاليين والسابقين، ذكرت أن ملك الأردن “أنفق أكثر من 100 مليون دولار لتكوين إمبراطورية عقارية سرية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة”.
في هذا السياق، قال بيان الديوان الملكي الأردني إن الملك “عبد الله” يمتلك عددا من الشقق والبيوت في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وهذا ليس بأمر جديد أو مخفي، مشيرا إلى أن الملك “يستخدم بعض هذه الشقق أثناء زياراته الرسمية، ويلتقي فيها الضيوف الرسميين، كما يستخدم وأفراد أسرته البعض الآخر في الزيارات الخاصة”.
وأوضح أن “عدم الإعلان عن العقارات الخاصة بجلالة الملك يأتي من باب الخصوصية وليس من باب السرية أو بقصد إخفائها، كما ادعت هذه التقارير، إذ أن إجراءات الحفاظ على الخصوصية أمر أساسي لرأس دولة بموقع جلالة الملك، بحسب البيان.
وأضاف الديوان في البيان، انه “علاوة على ذلك، فهناك اعتبارات أمنية أساسية تحول دون الإعلان عن أماكن إقامة جلالته وأفراد أسرته، خاصة في ضوء تنامي المخاطر الأمنية”، معتبرا أن “ما قامت به بعض وسائل الإعلام من إشهار لعناوين هذه الشقق والبيوت هو خرق أمني صارخ وتهديد لأمن وسلامة جلالة الملك وأفراد أسرته”.
كما أوضح الديوان الملكي الأردني أنه “تم تسجيل شركات في الخارج لإدارة شؤون هذه الممتلكات، وضمان الالتزام التام بجميع المتطلبات القانونية والمالية ذات العلاقة”.
وأكد أن “كلفة هذه الممتلكات وجميع التبعات المالية المترتبة عليها تمت تغطيتها على نفقة جلالة الملك الخاصة، ولا يترتب على موازنة الدولة أو خزينتها أي كلف مالية، كما هو الحال فيما يتعلق بالمصاريف الشخصية الخاصة بجلالة الملك وأسرته”، مشددا على أن كل الأموال العامة والمساعدات المالية للمملكة تخضع لتدقيق مهني محترف، كما أن أوجه إنفاقها واستخداماتها موثقة بشكل كامل من قبل الحكومة، ومن قبل الدول والجهات المانحة.
إلى ذلك، اعتبر الديوان في بيانه أن أي ادعاء يربط هذه الملكيات الخاصة بالمال العام أو المساعدات “يشكل افتراء لا أساس له من الصحة، ومحاولة مسيئة لتشويه الحقيقة”، منوها إلى أن “هذه الادعاءات الباطلة تمثل تشهيرا بجلالة الملك وسمعة المملكة ومكانتها بشكل ممنهج وموجه، خاصة في ظل مواقف جلالته ودوره الإقليمي والدولي”.
يشار إلى أن التحقيق الذي قام به الاتحاد الدولي للصحفيي الاستقصائيين، والذي يعرف باسم “وثائق باندورا” أشار إلى العديد من المعاملات السرية لحوالي 35 من القادة الحاليين والسابقين وأكثر من 300 مسؤول حكومي.
وقال التحقيق إنه “بينما تدفقت المساعدات الخارجية للمملكة، قام العاهل الأردني بتحويل 100 مليون دولار من خلال شركات سرية لشراء منازل فاخرة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة”، كما قال الاتحاد الدولي للصحفيين في تحقيقه إن العاهل الأردني “يمتلك ما لا يقل عن 36 شركة واجهة في ملاذات ضريبية سرية”.
ومن خلال هذه الشركات، “اشترى 14 عقارا فخما في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بقيمة تزيد عن 106 ملايين دولار، تم شراؤها بين عامي 2003 و2017″، حيث تشمل هذه العقارات، وفقا للتحقيق، منزلا في أسكوت، إحدى أغلى مدن إنكلترا، وشققا بملايين الدولارات في وسط لندن، وثلاث شقق فاخرة في العاصمة الأميركية، واشنطن، لها إطلالات بانورامية على نهر بوتوماك.
بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضا ثلاثة عقارات متجاورة قيد الإنشاء تطل على المحيط الهادئ في بونيت دوم، وهي منطقة فخمة بالقرب من لوس أنجلوس، وذكر التحقيق أن أحد هذه العقارات، قصر من سبع غرف يقع على جرف تم شراؤه في عام 2014 من خلال شركة وهمية، تسمى نابيسكو هولدينغز، مقابل 33.5 مليون دولار.
ووفقا للتحقيق، يخضع اثنان من المنازل الثلاثة لتغييرات إنشائية، وفقا لسجلات التخطيط في كاليفورنيا، إذ سيتم هدم أحدهما وإعادة تشييده ليصبح ضعف الحجم، والآخر، سيحتوي على حمام سباحة جديد، وعريشة فولاذية، ومكان لحفلة شواء في الهواء الطلق، وفقا للتحقيق.
في السياق، تشير الوثائق إلى شراء عمارات سكنية بقيمة 6.5 مليون دولار في حي جورج تاون الراقي بواشنطن عبر شركة وهمية في عام 2012، واللافت أنه في عام 2016، تخرج ابن الملك، ولي العهد الأمير حسين، من جامعة جورج تاون، التي تقع على بعد 10 دقائق سيرا على الأقدام من هذه الشقق الفاخرة.
كما أشار التقرير إلى أن الأردن من أفقر دول المنطقة، ويعتمد على المساعدات الخارجية لدعم شعبه وإيواء ورعاية ملايين اللاجئين. وفي العام الماضي وحده، منحت الولايات المتحدة المملكة أكثر من 1.5 مليار دولار من المساعدات والتمويل العسكري، ووافق الاتحاد الأوروبي على تزويدها بأكثر من 218 مليون دولار لتخفيف المعاناة من جائحة كورونا.