يوم تبصق “الخمينية” في وجوه حلفائها وتعدمهم
وكأن الذين يتحالفون مع “الخمينية” لم يقرأوا، او تجاهلوا ماقرأوا، ولمن لم يقرأ، يكفيه النظر، مجرد النظر إلى إلى صورة للخميني، محاطًا بمجموعة من أقرب حلفائه.. حلفاء المنفى إن شئت، وضحايا صعود الخمينية كما شاء الرجل.
كان السؤال، وهو سؤال عمره (40) عامًا هو:
ـ أين أصبح هؤلاء؟
هؤلاء كانوا المنتصرين لحظة الثورة الإيرانية عام 1979، وباتوا ضحايا التحالف مع الخميني، وكي لانطيل فيما يستدعي الإطالة نستعرض مصائر هذه المجموعة من الأشخاص الذين عادوا إلى إيران مع الخميني قبل أربعين عاما.
– مرتضى مطهري، كان لمطهري تأثير كبير على أيديولوجية الجمهورية الإسلامية بوصفه أحد المنظرين للثورة وأحد مؤسسي مجلس شورى الثورة الإسلامية قبيل سقوط نظام الشاه، لكنه أغتيل في الأول من مايو/أيار 1979 في طهران.
– حسن لاهوتي أشكوري، كان أشكوري حليفا مقربا من آية الله الخميني، بيد أنه بعد الثورة مباشرة بات أقرب إلى الرئيس الإيراني أبو الحسن بني صدر، واختلف مع الخميني (الذي بات القائد الأعلى للجمهورية الإسلامية). وبعد سنتين من الثورة اقتيد أشكوري إلى السجن وقتل هناك بعد أيام. وتقول عائلته أنه قد سُمم.
صادق قطب زاده، أبو الحسن بني صدر، صادق طباطبائي كانوا على متن الطائرة التي ركبها الخميني في طريقه منتصرًا الى ايران، كما داريوش فورهر، وجميعهم أعدمهم الخميني أو ماتوا في المنفى.
صادق قطب زاده، لعب دور وزير خارجية إيران بعد الثورة حتى أغسطس/آب 1980. وقد أعدم في سبتمبر/أيلول 1982، بعد اتهامه بالتآمر لاغتيال آية الله الخميني والإطاحة بالجمهورية الإسلامية.
أبو الحسن بني صدر، أول رئيس في إيران بعد الثورة الإسلامية. هرب من إيران وعاش في باريس وتوفي منذ أيام في المنفى ، وكان البرلمان الإيراني (المجلس) بسحب الثقة من بني صدر بغيابه في 21 يونيو/حزيران 1981، وتنحيته من منصبه، بتهمة التقارب مع جماعة معارضة للجمهورية الإسلامية.
– صادق طباطبائي، وهو صهر أحمد الخميني. تولى عددا من المناصب الحكومية بعد الثورة من بينها نائب رئيس الوزراء في حكومة مهدي بزركان، بيد أنه أبعد نفسه عن السياسة لاحقا. توفي بسرطان الرئة في منفاه في ألمانيا التي أقام فيها منفيًا في سنواته الأخيرة في فبراير/شباط 2015.
– داريوش فورهر، كان معارضا لتشكيل حكومة من رجال الدين وقد اغتيل مع زوجته على أيدي من وصفوا بـ “عناصر مارقة” في وزارة الاستخبارات الإيرانية 1998.
هؤلاء رافقوا آية الله الخميني في الطائرة التي أعادته إلى إيران في الأول من فبراير/شباط 1979 وباتوا ضحايا للتطورات السياسية بعد الثورة. اغتيل اثنان وأعدم واحد، وتوفي آخر في “ظروف غامضة” وعاش واحد منهم في المنفى.
والمفارقة هنا، أن معظم هؤلاء تقريبا، بمن فيهم عائلة الخميني نفسه، أبعدوا أنفسهم عن النخبة الحاكمة للبلاد لاحقا.
هؤلاء سيمنحون المتأمل ما يكفي من أجزاء الصورة الإيرانية، ونتائج التحالف مع الخمينية، ولو كان للتوسع من ضرورات إضافية، كان يكفي القارئ التأمل فيما آل اليه “مجاهدو خلق” من اليساريين الذين تحالفوا مع الخميني في مواجهة الشاه وكانت النتائج:
ـ السحل أو المنفى.
ذات يوم تحالف الحزب الشيوعي الاندونيسي مع سوهارتو، حتى وصل الأمر بـ “أوديت” زعيم الحزب الشيوعي الاندونيسي للقول:
ـ حتى لو بصق سوهارتو في وجوهنا، سنمسح البصاق ونقول : نعم.
بالنتيجة أعدمه سوهارتو بعد أن بصق بوجهه.
تلك بعض من حكايا التحالفات والبصاق.