اليمن على الطريق الصحيح.. ودول عربية جديدة على رادارات الفوضى الإيرانية
مرصد مينا – هيئة التحرير
تتصاعد خسائر ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً في اليمن مع استمرار العمليات العسكرية التي تشنها قوات الحكومة اليمنية مدعومةً من تحالف دعم الشرعية، حيث تشير إحصائيات التحالف إلى مقتل ما لا يقل عن 220 عنصراً حوثياً خلال الساعات الـ 72 الماضية في مأرب وحدها، وسط تقدم ميداني ملموس للجيش اليمني في جبهات مدينة تعز.
يشار إلى أن ميليشيات الحوثي سبق لها مطلع العام الجاري أن أعلنت عن إطلاق عملية عسكرية واسعة ضد مدينة مأرب النفطية، إلا أن العملية لم تحقق أهدافها بالسيطرة على المدينة، على الرغم من استمرارها للشهر التاسع على التوالي، وسط حملة تنديد دولية وإقليمية ومحلية.
على الطريق الصحيح
تعليقاً على التطورات الجارية في اليمن، يشير الباحث في شؤون الخليج العربي، “سعدون الدوسري” إلى أن التصعيد العسكري ضد الميليشيات الحوثية يضع حكومة اليمن على الطريق الصحيح في حل الأزمة اليمنية، مشدداً على أن الفكر الذي تحمله الميليشيات والمشروع الذي تمثله يتعارض تماماً مع أي عملية سياسية تنهي الأزمة.
ويلفت “الدوسري” إلى أن الأمر لا يرتبط في اليمن فقط وإنما يشمل الأمن القومي لدول الخليج والدول العربية وحتى المصالح الدولية وخطوط التجارة وإمدادات النفط وهو ما يحتم التعامل مع الحوثيين بشكل حاسم جداً، خاصة وانهم هددوا في الكثير من المواقف باستهداف الممرات المائية وخطوط النفط والتجارة الدولية.
كما يعتبر “الدوسري” أن محاولات إقناع الحوثيين بالجلوس إلى طاولة المفاوضات كانت عبارة عن إضاعة للوقت، لافتاً إلى أن قيام تحالف دعم الشرعية عام 2014 كان أكثر الخطوات التي ساهمت في حماية ما تبقى من اليمن وحالت دون تحقيق الحوثيين لمشروعهم.
في ذات السياق، يرى المحلل السياسي، “حسين حزومي” أن العمليات العسكرية للجيش اليمني ستنعكس بشكل إيجابي على الحل في القضية اليمنية، على اعتبار أنها ستخلق المزيد من الضغط على الحوثيين والإيرانيين، موضحاً: “كلما زاد الضغط الميداني على الحوثيين كلما اقترب اليمن من الحل، فأي محاولات للحل بعيداً عن خلق الضغط الميداني والعسكري على الميليشيات سيعتبر بمثابة خطوة ستزيد من قوة الميليشيات”.
كما يستشهد “حزومي” باتفاق الحديدة الموقع بين الحكومة اليمنية وميليشيات الحوثي عام 2015، لافتاً إلى أن الحوثيين لم يلتزموا ببنود الاتفاق على الرغم من مرور نحو 6 سنوات عليه، مرجعاً ذلك إلى عدم استمرار الضغط على البنية العسكرية للميليشيات.
يذكر أن الحكومة اليمنية والميليشيات الحوثية سبق لهم أن وقعوا اتفاقا برعاية الأمم المتحدة في مدينة ستوكهولم السويدية، ينص على سحب الميليشيات كافة عناصرها من مدينة الحديدة على البحر الأحمر إلا أن الميليشيات لم تنفذ بنود الاتفاق حتى الآن.
حرب عبثية وفشل ذريع وأهداف جديدة
يتفق الباحث في شؤون الحركات المسلحة والميليشيات، “رائد ابو الحصين” بشكلٍ جزئي مع تصريحات وزير الإعلام اللبناني، “جورج قرداحي” بأن ما يحصل في اليمن منذ 2014 هو حرب عبثية، لافتاً في الوقت ذاته إلى ضرورة الإجابة على تساؤل: “من الذي عبث في اليمن وأمنه؟”.
ويقول “أبو الحصين”، إنه “قبل 7 سنوات كان اليمن يتحضر لمرحلة انتقالية عقب الثورة على نظام علي عبد الله صالح، وكان الأمل بالوصول إلى انتخابات تفرز حكومة منتخبة قادرة على رفع مستوى معيشة المواطن اليمني إلى مصاف دول الجوار الخليجية، إلا أن الانقلاب الحوثي أدخل البلاد في كابوس الحرب المدمر وخلق واحدة من أسوء أزمات العالم إنسانياً واقتصاديا وسياسيا”، مشيراً إلى أن الخطوة الحوثية والانقلاب والاستقواء بالإيرانيين، كانت السبب المباشر والأول لكل ما يعيشه اليمنيون حالياً.
كما يشير “أبو الحصين” إلى أن الحوثيين لم يعبثوا بـأمن اليمن وحياة اليمنيين فقط وإنما هم يخوضون حرباً فشلوا حتى الآن في تحقيق أهدافها، مضيفاً: “منذ سبع سنوات كل ما تم إنجازه من المشروع الحوثي هو السيطرة على العاصمة صنعاء، وبعض المناطق، ومنذ سنوات النفوذ الحوثي في تراجع سواء في صعدة أو تعز أو مأرب وحتى في صنعاء، وهذا مؤشر فعلي على أن الحوثيين يعبثون باليمن ويخلقون التوتر لمجرد خلق التوتر ولخدمة المصالح الإيرانية في المنطقة عموماً”.
يشار إلى أن قوات الحوثي وبمشاركة مجموعات موالية لها في الجيش اليمني، أعلنت صيف العام 2014 سيطرتها على العاصمة صنعاء واعتقال الرئيس الانتقالي، “عبد ربه منصور هادي”، وأجبرته على تقديم الاستقالة من منصبه، لتعلن بعدها مجموعة من الدول العربية والإسلامية تشكيل تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية.
إلى جانب ذلك، يعتبر “أبو الحصين” أن دخول اليمن كلياً تحت النفوذ الإيراني إن تم، سيشكل تهديداً كبيراً للأمن العربي عموماً وسيساعد إيران على الانتقال إلى مناطق أخرى من الوطن العربي من خلال مساهمتها في تشكيل المزيد من الميليشيات الطائفية، لافتاً إلى أن الهدف التالي قد يكون الأردن أو مصر.
عمليات إرهابية خلف الخطوط
تزامناً مع اشتداد الضغط على الحوثيين وارتفاع مستوى خسائرهم في المعارك المباشرة مع الجيش اليمني، يحذر الخبير الأمني والاستراتيجي، “عزام العلي” من إمكانية أن تتجه الميليشيات إلى ما أسماه “أسلوب العمليات الإرهابية خلف خطوط الجبهة”، أي الاتجاه نحو التفجيرات في المناطق المدنية واستهداف المنشآت الحيوية في مناطق سيطرة الجيش اليمني، في محاولة لخلق ورقة ضغط جديدة على الحكومة اليمنية، لافتاً إلى أن الميليشيات سبق لها وأن استخدمت هذا الأسلوب خلال معاركها في مأرب من خلال استهداف مخيمات النازحين، بالإضافة إلى استهداف مخازن الإغاثة التابعة للأمم المتحدة في مدينة الحديدة ومشافي علاج السرطان.
يشار إلى أن مصادر حكومية يمنية أعلنت السبت عن مقتل 12 مدنياً وإصابة العشرات في انفجار وقع قرب البوابة الاولى في محيط مبنى مطار عدن الدولي”، في حين لم تتضح حتى الآن ملابسات التفجير.
في السياق، يشدد “العلي” على أن أسلوب العمليات الإرهابية داخل التجمعات المدنية هو أسلوب تعتمده معظم الحركات الميليشيوية كأسلوب لفرض وجهة نظهرها ومشاريعها بغض النظر عن توجهاتها وآيديولوجياتها، لافتاً إلى أن ميليشيات حزب العمال الكردستاني وجماعة الإخوان المسلمين في مصر والجزائر ومنظمة إيتا الانفصالية الإسبانية، من بين الجماعات التي استخدمت هذا الأسلوب.