شركة شل تنسحب من السوق الروسية وواشنطن تدرس حظر استيراد النفط الروسي
مرصد مينا – اقتصاد
أعلنت شركة “شل” البريطانية العملاقة للنفط الثلاثاء نيّتها الانسحاب من مشاريع النفط والغاز الروسيين “تدريجا، تماشيا مع التوجيهات الجديدة للحكومة البريطانية” في ردها على الغزو الروسي لأوكرانيا، فيما تدرس الولايات المتحدة حظر استيراد النفط الروسي.
وأوضحت “شل” في بيان “كخطوة أولى فورية، ستوقف المجموعة كل عمليات الشراء في سوق النفط الخام الروسي” و”ستغلق محطاتها ونشاطاتها المرتبطة بوقود الطيران وزيوت التشحيم في روسيا”.
الرئيس التنفيذي للشركة بن فان بيردن قال: “استندت إجراءاتنا حتى الآن إلى المناقشات الجارية مع الحكومات حول الحاجة إلى فصل الشركة عن تدفق الطاقة الروسية وفي الوقت نفسه الحفاظ على إمدادات الطاقة”، مشيرا إلى أن شركة النفط والغاز العملاقة “تغير سلسلة إمدادها بالنفط الخام للاستغناء عن الكميات التي تحصل عليها الشركة من روسيا”.
لكنه حذّر من أنه نظرا إلى “الموقع المادي وتوافر بدائل” فإن هذا الجهد “قد يستغرق أسابيع”.
وتابع “هذه التغييرات تبرز معضلة الضغط على الحكومة الروسية بسبب الفظائع التي ترتكبها في أوكرانيا وضمان إمداد مستقر وآمن للطاقة في كل أنحاء أوروبا (…) في نهاية المطاف، الأمر متروك للحكومات لاتخاذ قرار بشأن هذه التسوية الصعبة جدا”.
في سياق غير بعيد نقلت رويترز عن مصدرين وصفتهما بالمطلعين قولهما إن الولايات المتحدة مستعدة للمضي قدما في فرض حظر على واردات النفط الروسية دون مشاركة حلفاء في أوروبا في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وعقد الرئيس الأميركي، جو بايدن، مؤتمرا عبر الفيديو مع قادة فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، الاثنين، في الوقت الذي تواصل فيه إدارته السعي للحصول على دعمهم لفرض حظر على واردات النفط الروسية.
ويتفاوض البيت الأبيض أيضا مع زعماء الكونغرس الأميركي الذين يعملون على تشريع سريع يحظر الواردات الروسية في خطوة تجبر الإدارة على العمل على جدول زمني عاجل حسبما قال مصدر طلب عدم نشر اسمه لرويترز.
مسؤول أميركي كبير طلب عدم نشر اسمه بحسب رويترزأكد أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي لكن “من المرجح أن تكون الولايات المتحدة وحدها إذا حدث ذلك”.
ورفضت ألمانيا، أكبر مشتر للنفط الخام الروسي، خططا لحظر واردات الطاقة.
المستشار الألماني أولاف شولتس قال أمس الاثنين إن ألمانيا تسرع خططها لتوسيع استخدامها لمصادر الطاقة البديلة لكنها لا تستطيع وقف وارداتها من الطاقة الروسية بين عشية وضحاها.
وارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2008 بسبب التأخير في العودة المحتملة للخام الإيراني إلى الأسواق العالمية وفي الوقت الذي تدرس فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون حظر الواردات الروسية.
يشار أن أوروبا تعتمد على روسيا في النفط الخام والغاز الطبيعي لكنها أصبحت أكثر انفتاحا على فكرة حظر المنتجات الروسية، فيما تعتمد الولايات المتحدة بشكل أقل بكثير على الخام والمنتجات الروسية، لكن الحظر سيساعد في دفع الأسعار إلى الارتفاع.
وقالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي في رسالة الأحد إن مجلسها يدرس تشريعا لحظر استيراد النفط الروسي وإن الكونغرس يعتزم سن مساعدات لأوكرانيا هذا الأسبوع بقيمة 10 مليارات دولار ردا على غزو موسكو العسكري لجارتها.
مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي تقدموا مشروع قانون الخميس لحظر واردات الولايات المتحدة من النفط الروسي.
وبعد غزو روسيا لأوكرانيا، فرض البيت الأبيض عقوبات على صادرات التكنولوجيات إلى مصافي التكرير الروسية وخط أنابيب الغاز نورد ستريم 2، الذي لم يتم إطلاقه حتى الآن.
وحتى الآن، لم تصل الولايات المتحدة إلى حد استهداف صادرات النفط والغاز الروسية في الوقت الذي تزن فيه إدارة بايدن التأثيرات على أسواق النفط العالمية وأسعار الطاقة الأميركية.