وجوه لاتثير الشبهات..
نبيل الملحم
هل من احد يستطيع قراءة وجه فلاديمير بوتين، أو وزير دفاعه سيرغي شويغو؟ حتمًا لاتشبه ثلوج سيبيريا، ولا رمال الربع الخالي.
هل من احد قادر على قراءة وجه جو بايدن؟ كما لو شرشف على سرير مشفى، بارد، لايحكي، حيادي مثل سطل مهجور.. لايشبه صحراء نيفادا، ولا قلق الحدود مع المكسيك.
وجه الجريمة سيكون على الحياد، والحياد لايعني ولا بحال عدم الانحياز إلى القتل، فوجوه زعامات عدم الانحياز للقتل بالغة الوضوح.. من بوسعه نسيان وجه أحمد سوكارنو، أو وجه أحمد بن بيلا أو وجه كمال جنبلاط، أو وجه الهندي نهرو، وقد يتشابه مع النهر بتدفقه، أو وجه المهاتما غاندي باختلاف ضفافه، بل وصخبه، ليكون نصًّا مقروءًا.. مقروءًا على الدوام.
من ينسى وجه خوسيه موخيكا، وجه يقول لك:
ـ تعال لأقبّلك.
هو وجه “امومي”، بيد أم وسواعد نجّار.
من ينسى وجه نيلسون مانديلا، كما لو حمامة تنقر زجاج نافذتك، باحثة عن ضمّة من صلاة الصباح.
على الدوام ومع كل نقاط وفواصل التاريخ، وجوه القتلة لاتثير الشبهات.. كما لو انها نصّ بلا كلام.. صامت كقبر.. قبر يشتغل على صناعة القبور.. يحدث ذلك عكسًا من الوجوه المقروءة، تلك الوجوه الثرثارة التي تحكي دون أن تحسب حسابًا لإثارة الشبهات.