الجارديان: نفوذ روسيا توسع منذ تدخلها في سوريا
مرصد مينا
رأت صحيفة الجارديان البريطانية أن نفوذ روسيا توسع بشكل كبير منذ دورها الحاسم في الحرب السورية، ما جعل العديد من الدول تتحوط في رهاناتها في خضم إعادة تنظيم أوسع للمنطقة. مشيرة إلى أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان رفض مؤخرًا تلقي مكالمة من جو بايدن – وذلك بعد أسبوع من حديثه إلى فلاديمير بوتين.
ورفضت الإمارات تلقي مكالمة أيضا، بحسب الصحيفة، مشيرة إلى أنها صوتت ضد روسيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث الأصوات غير ملزمة ورمزية إلى حد كبير، لكنها امتنعت عن التصويت في تصويت مماثل في مجلس الأمن، والذي كان من شأنه أن يكون له ثقل أكبر”.
وأضافت الصحيفة “دعت جنوب إفريقيا في البداية إلى انسحاب القوات الروسية، لكنها ألقت باللوم لاحقا على رغبة الناتو في التوسع كسبب للحرب. وانضمت إليها 16 دولة أفريقية أخرى في الامتناع عن التصويت في أول تصويت للجمعية العامة، بفضل العلاقات الاقتصادية المتنامية فضلاً عن المواقف الراسخة لعدم الانحياز ودعم الاتحاد السوفيتي لحركات التحرر”.
الجاريان اعتبرت أن الحرب أطلقت – ولم تتسبب – في مرحلة جديدة وطويلة من إعادة تشكيل النظام الدولي، وأن ما سمته “الترامبية” – سياسة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب – فعلت أكثر مما فعلته القوة الصينية في تسريع تصورات تراجع دور الولايات المتحدة على المسرح الدولي، مشيرة إلى التعاطف الانتقائي تجاه اللاجئين الأوكرانيين إلى أوروبا، والمعايير المزدوجة والتي تظهر في العداء الواسع واللامبالاة بمعاناة اللاجئين الفارين من الحروب الأخرى، قد عززت من “الشك والحقد” لدى بعض الدول تجاه الولايات المتحدة والغرب.
واختتمت الغارديان “إن موقف بوتين الحالي لا يعكس فقط رغبته في مساعدة الأنظمة البغيضة، وتدخله الخبيث حول العالم، بل يعكس أيضًا خطايا وإخفاقات الولايات المتحدة والغرب. إن معالجة هذه الإخفاقات ليس مسعى مثاليا ميؤوسًا منه، ولكنه مسعى واقعي وضروري إذا أردنا تشكيل التحالفات القوية اللازمة ضد أعمال العدوان القاسية”.