النووي .. قبل أو بعد رمشة عين
مازالت الحرب النووية تؤهب نفسها مابعد الحرب الاوكرانية الروسية، ومازالت شركات الأسلحة العالمية والامريكية على وجه الخصوص تعلن عن بضائعها كما لو كان السلاح الفتّاك من مشتقات الشوكولا التي تتنافس على أفواه الاطفال.
الالمان، وكانوا حتى ايام قليلة قريبة يجنحون نحو التهدئة، غير انهم اليوم يذهبون بعيدًا في التحشيد العسكري، فهم ونعني الألمان:
ـ يملكون طوربيات قادرة على حمل رؤوس نووية، ولكن ليس لديهم صواريخ.
ـ يملكون مصانع سلاح وليس لديهم مقاتلين.
ـ يرفعون صوتهم مناصرين لتطويل أمد الحرب فيما جلّ الالمان لايريدون الحرب وقد ذاقوا مرارتها عبر حربين عالميتين.
بقية دول المجموعة الاوربية، تدرك جيًدا أن هذه الحرب ليست حربهم، أما منعكساتها فقد تبدّت منذ الايام الاولى لهذه الحرب حتى باتت اوروبا مهددة بالصقيع كما هي مهددة بالطحين.
طرفان يذهبان بإرادتهما إلى الحرب:
ـ روسيا، التي تعلم بالتمام والكمال أن الحرب الباردة لم تنته، فحجم الاهانات التي تلقتها روسيا مع بوريس يلتسن مازالت في الذاكرة الروسية، اما وضع الناتو تحت انوفهم فلابد ويجعلهمم تحت مرمى احتمالات تحيل روسيا إلى قرية نائية في العالم الجديد.
وامريكا، التي تشعل الحروب، ليدفع الاوربيون تكاليف الحروب والحصاد لأمريكا وحدها، وسبق أن ربحت أمريكا حربين عالميتين دون أن تطال أي منهما لا المصالح الامريكية ولا الجنود الامريكان ولا المصارف الامريكية ولا الجنرال دولار.
أما الحث على الحرب فمازال قائمًا، وتدفق اللاجئين الاوكران سيضيف إلى اوروبا استعصاء جديدًا، وكارثة جديدة على الحياة والاقتصاد، فيما الرئيس الاوكراني يحشرهم في الزوايا:
ـ أيها الأوروبيون، هذه حربي فخوضوها معي.
واليوم، لافسحة امام الرئيس بوتين سوى الذهاب إلى الامام والامام، في حرب لابد ستنهك بلاده إذا ما أضفنا الى خسائر الخنادق خسائرها في الاقتصاد، وحين يصعد رجل مثل فلاديمير بوتين الشجرة، فلن ينزل عنها إلاّ قتيلاً، خصوصًا والامريكان يغلقون بمواجهته أية فرصة لتسوية تحفظ ماء الوجه كما تلتزم بالحد الادنى من توفير ضمانات لأمن بلاده بعد معضلة الطلب الاوكراني بالانضمام إلى الناتو، وهو الطلب الذي ساق اوكرانيا إلى الدمار، وهي البلاد التي فيها من الذرُة والقمح وموارد الطبيعة وأسباب الحياة مايجعلها وعد الله على الأرض، وبالنتيجة لن تربح اوكرانيا، ولن ينتصر الروس، ولابد ان تغرق أوروبا اقله باستعادة مناخات حربين عالميتين تلتهما حرب باردة بالغة البشاعة، والكل يشتغل عند الامريكان.
أمريكا لاتحارب وتربح الحرب، والباقي محاربون خاسرون، وهذه وزيرة المانية تدعو شعبها لـ :
ـ تخزين مايكفي من الأغذية لعشرة أيام.
تخزين أغذية في بلد ليس فيه ملجأ احتياطي يقيه من السلاح النووي.
تخزين أغذية دون توزيع أقنعة واقية وكمّامات.
أوربا ستكون حزينة، والروس كذلك، اما استبعاد “النووي” فهو هبل تاريخي.
لا.. النووي وارد، وقد يأتي قبل أو بعد رمشة عين.