كيسنجر يوجه نصيحة للغرب بشأن المفاوضات مع روسيا
مرصد مينا
وجه وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر نصيحة لأوكرانيا ودول الغرب بعدم التخلي عن أي أراض أوكرانية محتلة منذ اندلاع الحرب لصالح روسيا في أي مفاوضات سلام مستقبلية من أجل إنهاء الصراع.
وقال كيسنجر لشبكة “زد دي إف” الألمانية العامة إنه لا يجب أن يكون مطروحا على الطاولة التخلي عن أراض أوكرانية، وحث الدول الغربية أن تكون واضحة بشأن ما هو مطروح للنقاش وما هو غير مطروح للنقاش تحت أي ظرف من الظروف.
كيسنجر أضاف بأنه يجب القيام بكل هذا بمشاركة الشعب الأوكراني، وذلك في الوقت الذي بلغت فيه الحرب الروسية على أوكرانيا خمسة أشهر كاملة.
يذكر أن كيسنجر ولد في مدينة فورث الألمانية عام 1923، لكن أسرته الألمانية اليهودية اضطرت إلى الفرار من ألمانيا النازية في عام 1938.
وتدرج كيسنجر حتى أصبح عنصرا رئيسيا في تشكيل السياسة الخارجية للولايات المتحدة من أواخر ستينيات إلى أواخر سبعينيات القرن الماضي كمستشار للأمن القومي ووزير للخارجية. وفي عام 1973 حصل على جائزة نوبل للسلام عن اتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب مما كان يعرف في ذلك الوقت بفيتنام الشمالية.
يشار أن كيسنجر قال مؤخرا حول العلاقات الأمريكية الصينية إن الجغرافيا السياسية تتطلب اليوم مرونة تشبه تلك التي تحلى بها الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، للتمكن من نزع فتيل النزاعات بين الولايات المتحدة والصين، وكذلك بين روسيا وباقي الدول الأوروبية.
وحذر كيسنجر -الذي كان مهندس إعادة العلاقات بين أميركا والصين في سبعينيات القرن الماضي- من السماح للصين بأن تصبح قوة مهيمنة على العالم، كما شدد في الوقت نفسه على أن الرئيس الأميركي جو بايدن يجب أن يكون حذرًا من السماح للسياسات المحلية بالتأثير على “أهمية فهمه لديمومة الصين”.
كيسنجر(99 عامًا) أضاف في مقابلة أجراها معه موقع “بلومبيرغ” (Bloomberg) إن بايدن والإدارات الأميركية السابقة تأثروا كثيرًا بوجهة النظر المحلية حول الصين، مشددا على أنه “من المهم بالطبع منع هيمنة الصين أو أي دولة أخرى على العالم، لكن ذلك لا يمكن تحقيقه عبر مواجهات لا نهاية لها” مع بكين.
وكان كيسنجر حذر في وقت سابق من أن العداء المتنامي الذي يطبع العلاقات بين الولايات المتحدة والصين ينذر بوقوع “كارثة عالمية مشابهة للحرب العالمية الأولى”، حسب تقرير بلومبيرغ.
وفي معرض تقييمه لأداء قادة الدول الأوروبية اليوم -من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الألماني أولاف شولتز- قال كيسنجر إنه يشعر بالحزن لكون “القيادة الأوروبية الحالية تفتقر لوضوح الوجهة والهدف” على عكس ما كانت عليه القيادات الأوروبية السابقة مثل المستشار الألماني الأسبق كونراد أديناور والرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول.
كما علق وزير الخارجية الأميركي الأسبق والسياسي المخضرم -خلال حديثه إلى بلومبيرغ- على الحرب الروسية في أوكرانيا التي تشكل أزمة كبرى لأوروبا، موضحا أن تعليقات كان أدلى بها في وقت سابق من هذا العام، بشأن ضرورة انطلاق التفاوض لوضع حد للحرب، قد أسيء فهمها.